أثار خبر اطلاق المغرب أول قمر اصطناعي تجسسي، مخاوف الجارتين الشمالية والشرقية، مما أثار درود فعل متوجسة من إقدام المغرب على هذه الخطوة غير المسبوقة. واعتبرت تقارير صحفية إسبانية أن الاسبان توجسوا من هذه الخطوة، إذ رأوْا في نجاح المغرب في هذه المهمة التي تمت في سرية تامة، من شأنه أن تفقد مدريد تفوقها في هذا المجال. وحسب ذات التقارير، فإن هذا القمر الاصطناعي المغربي الأول من نوعه سيكون للتوظيف العسكري والمدني، من أجل مراقبة حركة الهجرة السرية والتحركات الإرهابية التي تنشط في الساحل والصحراء، وعصابات تهريب السلاح والمخدرات والاتجار في البشر، باعتبار أنه يتمتع بتقنية التصوير عالية الجودة، وسيستخدمه الجيش المغربي. لكن كلا من الجزائر وإسبانيا تخوفا من هذه التقنية المتطورة التي أصبحت في ملكية المغرب، لكونها قد تراقب منشآت عسكرية للجارتين معا، لما تتوفر عليه من تقنيات متطورة. وذهبت عدد من المواقع والصحف الجزائرية الموالية للنظام الجزائري إلى حد القول إن هذا القمر الاصطناعي سيستخدم للتجسس على الجزائر وتحركاتها العسكرية، لاسيما في الحدود مع المغرب، وكذلك التجسس على تحركات جبهة البوليساريو بالصحراء. وتحدثت الصحف الاسبانية بإسهاب عن موضوع القمر الاصطناعي المغربي، وأبرز ما قيل في الموضوع هو ما أوردته صحيفة "إلباييس" الإسبانية، يوم الاثنين الماضي، التي أشارت إلى بعض تفاصيل الصفقة غير المسبوقة التي أبرت بين الرباط والشركة الأوروبية "إيرباص للدفاع والفضاء"، و"تاليس إلينيا سبيس"، "بعد الزيارة التي قام بها فرونسوا هولاند، يوم 4 أبريل 2013، إلى المغرب". وأوضح التقرير المشار إليه إلى أن "المغرب سيتحول إلى قوة خاصة مع حلول الساعة الثانية و42 دقيقة يوم 8 نونبر المقبل، إذا لم يتغير الموعد، عندما سيقوم صاروخ "فيغا" التابع لشركة ‘أريان' بحمل القمر الاصطناعي el Moroccan EO Sat1 إلى الفضاء". ويعتقد التقرير أن القمر الاصطناعي العسكري المغربي، "قادر على الرصد والاستطلاع بدقة عالية في شريط يمتد على طول 800 كيلومتر"، كما أنه "يستطيع التقاط 500 صورة يوميا وإرسالها إلى محطة التحكم الأرضية على رأس كل 6 ساعات". ويبلغ وزن القمر الاصطناعي 970 كيلومترا ويحلق على بعد 695 كيلومترا من الأرض.