مواجهة مثيرة أجراها قاضي التحقيق باستئنافية مراكش، أمس الخميس، بين والدي الرضيع حديث الولادة، الذي تم اختطافه من قسم الولادة بمستشفى "ابن طفيل" المحلي، والطبيب، المعتقل على ذمة التحقيق في هذه القضية، باعتباره المتهم الأول في الملف. المواجهة تأتي بعد يوم واحد من جلسة الاستنطاق التفصيلي التي أجراها قاضي التحقيق للمتهم نفسه، إلى جانب 3 متهمين آخرين، يتابعون بدورهم في حالة اعتقال، ويتعلق الأمر بزوجين وشخص توسط لهما لدى الطبيب من أجل خطف الرضيع، وبيعه لهما. في غضون ذلك، رفضت الغرفة الجنحية بالمحكمة نفسها، تمتيع المتهمين الأربعة بالسراح المؤقت، بعد أن أيّدت قرار قاضي التحقيق، ولم تستجب للطعن الذي تقدم به دفاعهم ضد قرار متابعتهم في حالة اعتقال. وترجع وقائع القضية إلى تاريخ الثلاثاء 26 شتنبر المنصرم، حيث تمكنت المصلحة الولائية للشرطة القضائية بمراكش، بتعاون وثيق مع مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من توقيف أربعة أشخاص (الأربعة المذكورين)، للاشتباه في تورطهم في ارتكاب أفعال تتعلق ب"اختطاف رضيع حديث الولادة، والاتجار في البشر، وعرقلة التعرف على هوية طفل وليد". وكانت المديرية العامة للأمن الوطني أوضحت، في بلاغ أصدرته في شأن هذه القضية، بأن مصالح الأمن تلقت إشعارا من طرف إدارة المركز الاستشفائي الجامعي "محمد السادس" بمراكش، في الساعات الأولى من صباح اليوم نفسه، باختطاف رضيع حديث الولادة من طرف شخص قدم نفسه للأم على أنه طبيب، وهو ما استدعى فتح بحث قضائي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، وذلك لتحديد مكان تواجد الرضيع المختطف وتشخيص هوية مرتكبي هذه الأفعال الإجرامية. وأضاف البلاغ بأن إجراءات البحث مكنت من التوصل إلى الفاعل الرئيسي، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بطبيب يملك عيادة خاصة، وأنه تم توقيفه إلى جانب الوسيط الذي قام بنقل الرضيع، كما جرى تحديد مكان تواجد المولود المختطف، إذ تم العثور عليه بمنزل زوجين يقطنان بمدينة مراكش. البلاغ أشار إلى أن المعلومات الأولية للبحث توضح أن الطبيب المشتبه فيه كان يعالج المرأة التي عثر على الرضيع بمنزلها، والتي تعاني من مشكل في الإنجاب، وأنه قام باختطاف المولود وتسليمه إليها، بمشاركة أحد الوسطاء، مقابل مبلغ مالي. ولفتت المديرية العامة للأمن الوطني، إلى أنه تم إخضاع المشتبه فيهم الأربعة لبحث قضائي تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما تم تسليم الرضيع لوالديه في انتظار إخضاعه للخبرات الطبية اللازمة.