أياما قليلة بعد الحريق الذي اندلع بشاحنة محمّلة بقنينات الغاز بمدينة زاكَورة، حريق آخر أكثر قوة، هذه المرّة، شبّ، حوالي الساعة التاسعة من ليلة الاثنين الثلاثاء، بشاحنة لتوزيع قنينات غاز البوتان، كانت تهم بتزويد إحدى الضيعات الفلاحية، بدوار "أولاد موسى" بإقليم الرحامنة، بالقنينات المخصصة في الأصل للاستعمال المنزلي، والتي أصبحت، خلال الفترة الأخيرة، تستعمل في السقي الفلاحي. واستنادا إلى مصدر أمني، فقد تسبب الحريق في انفجار 420 قنينة غاز، وأتى على الشاحنة، التي تحوّلت في ظرف زمني قياسي، إلى مجرد هيكل حديدي، كما أدى إلى إتلاف حوالي 20 شجرة زيتون بالضيعة المذكورة، دون أن يؤدي إلى وقوع أية إصابات بشرية. وحسب المصدر نفسه، فإن شرارة الحريق الأولى انتقلت من قنينة غاز، كان يستعملها حارس الضيعة الفلاحية في عملية الإضاءة، إلى بعض القنينات المحمّلة بالشاحنة، التي كان يتسرب منها الغاز، قبل أن يندلع الحريق وتنتقل ألسنة النيران لباقي القنينات، التي تفجرت تباعا، وهو ما خلف حالة من الهلع الجماعي لسكان المنطقة، الواقعة بالقرب من القاعدة العسكرية لابن جرير. الحادث تسبب في حالة استنفار أمني كبير، إذ حلّ بموقع الحريق مجموعة من رجال السلطة المحلية وأعوانها، بالإضافة إلى الوقاية المدنية، والعشرات من سكان الدوار المجاورين للضيعة، الذين ساعدوا في إخماد النيران. هذا، وعلم الموقع، بأن المركز الترابي للدرك الملكي بجماعة "انزالت لعظم" فتح تحقيقا أمنيا في الحادث، استهله بالاستماع إلى حارس الضيعة الفلاحية، ولسائق الشاحنة، التابعة لشركة "طوطال غاز"، التي يوجد مقرها بمدينة سطات، وهي الشاحنة المختصة في توزيع قنينات الغاز على عشرات الضيعات الفلاحية، التي يستعملها أصحابها في تشغيل محركات ضخ المياه من الآبار المعدة للري.