قرّر الفنان الجزائري نجم الأغنية الأمازيغية إيدير وضع حد لمقاطعته الغناء في بلده الجزائر بالعودة ضمن جولة فنية مطلع العام المقبل، في خطوة فاجأت جمهوره الذي انتظره بفارغ الصبر، خاصة في منطقة القبائل مسقط رأسه. وكان إيدير قرر عدم الغناء طوال السنوات الماضية بالجزائر، بسبب مواقفه السياسية التي ندد فيها بتهميش الدولة الجزائرية للثقافة واللغة الأمازيغية، وعدم الاعتراف بتلك اللغة من قبل الأنظمة المتعاقبة منذ الاستقلال، والتي "تعاملت معها بشكل عنصري"، بحسب قوله. ويبدو أن ترسيم الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة للغة الأمازيغية كلغة وطنية إلى جانب العربية في الدستور الجزائري، غيّرت مواقفه وكان لها الأثر الإيجابي الذي دفعه للعودة إلى بلاده للغناء. ويقول في هذا السياق خلال مؤتمر صحافي، خصصّه للإعلان عن جولته الفنية، إن قرار العودة جاء بعد "إقرار السلطات الجزائرية ترسيم اللغة الأمازيغية في الدستور"، واصفاً ذلك ب"الخطوة المهمّة في بداية الاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية تمثل جزءاً مهما من تاريخ وهوية البلاد". وأوضح إيدير الذي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط الجزائريين، أن تمسكه بثقافته وهويته الأمازيغية والدفاع عنها لا يعني أنه "عنصرياً أو يكره اللغة العربية"، وأضاف أنه "فخور كونه يحمل الجنسية الجزائرية، التي لم يفكر يوما في تغييرها وحمل أخرى". وتابع قائلا:"الآن حان الوقت، تقدمت في السن، السنوات تمرّ وسيكون الأمر دراميا ًإذا لم أغن في بلدي الجزائر"، وأضاف: "لا توجد ولا لحظة واحدة قلت فيها أني لا أغني في بلادي، كنت أحب دائما الغناء في الجزائر، وأنا جزائري دوماً". ومنذ نهاية السبعينيات، يحيي إيدير صاحب الأغنية الشهيرة "أفافا إينوفا"، حفلات في العديد من الدول مثل فرنسا التي يعيش بها، والمغرب وتونس ودول أوروبية والولايات المتحدة، غير أنه لم يحيِ حفلاً في الجزائر رغم أنه يزورها بانتظام منذ 39 سنة.