لا تزال فضائح هوليوود تنفضح يوما بعد يوما، ويظهر أن تاريخ أضخم مكان للانتاج السينمائي في العالم ملطخ بوقائع جنسية، تبرز أن الصناعة السينمائية مرتبطة ب"أريكة لاكتشاف المواهب" تمنح أدوارا مهمة لمن تستلقي عليها. صحيفة "الديلي ميل"، البريطانية، نشرت تقريرا يرصد بعض حالات التحرش الجنسي في هوليوود، عقب انفضاح الكم الهائل لفضائح المنتج هارفي وينشتاين، أخيرا. ورصد تقرير صحيفة "الديلي ميل"، أول فضيحة جنسية كبرى في تاريخ هوليوود، وتتعلق بالممثلة فرجينيا رابي، التي فضحت، لحظة لفظها لأنفاسها الأخيرة، في حفلة ماجنة عام 1921، الممثل الكوميدي روسكو آرباكل، الذي كان حاضر آنداك، إذ اتهمته ب"اغتصابها"، قبل أن يواجه بسبب ذلك تهمة القتل، ثم القتل الخطأ، لكن القضاء اعتبره في نهاية الأمر بريئا. وفضحت الممثلة بيفرلي آدلاند صديقها الممثل إيرول فلين، الذي خاضت معه غمار علاقة غرامية مرغمة، وهي في سن ال15، حيث اتهمته بأنه اغتصبها بعد تمزيق ملابسها، وكتبتت في مجلة "بيبول" الأمريكية: "كنتُ خائفة، فقد كان أقوى مني بكثير. وبكيت. وعند لحظة معيّنة مزّق ملابسي، ثم نقلني إلى غرفة أخرى، وكنتُ لا أزال أحاول مجاراته. وكل ما كان يدور برأسي حينها هو: ماذا سأقول لأمي؟ وادعت الممثلة جوان كولينز أنها فقدت دور البطولة في الفيلم الشهير كليوبترا لأنها لم تمنح مدير الاستوديو طلباته الجنسية، وكشفت أنه أخبرها أن حصولها على الدور مرتبط بدرجة لطفها معه، لكن رفضها لذلك جعل إليزابيث تايلور تحظى بالدور بدلها. الممثلة شيرلي تيمبل، بدورها، قالت إنها تعرضت للتحرش، على الرغم من أن سنها لم يتجاوز 12 سنة، وقام أحد المنتجين في شركة ميترو غوادن بخلع بنطاله أمامها، في اجتماع معه بعد توقيع عقدها مع الشركة، وساهم الضحك الشديد، الذي انتابها لصغر سنها في طردها من مكتب المنتج المتحرش بها. ووصفت مارلين مونرو هوليوود ببيت الدعارة المكتظ، نظرا إلى نية مديري الاستوديوهات، والمخرجين القبيحة، وكتبت في مذكراتها: التقيتُهم جميعاً. كان الزيف والفشل يملؤهم. وكان بعضهم خبيثاً وملتوياً، لكنَّهم كانوا يُحيطون بصناعة الأفلام بصورةٍ يصعب تفاديها. لذلك تجلس معهم، وتستمع إلى أكاذيبهم، ومخططاتهم". وتواصلت وقائع التحرش في هوليود مع توالي السنين، حتى مع دخول الألفية الجديدة، ومن بين الفضائح رفع امرأتان ممن عملوا في فيلم كيسي أفليك "I am still here" دعوتين بالتحرش الجنسي ضده في عام 2010، إذ اتهمته إحداهما بالتسلل إلى سريرها دون موافقتها أثناء نومها، وقالت الثانية إنه أمسك ذراعها بعنف عندما رفضت البقاء معه في غرفته بالفندق. وشغل خبر الفضائح الجنسية، التي تورط فيها المنتج الأمريكي هارفي واينستي الصفحات الأولى في كبريات الصحف العالمية، مطلع الشهر الحالي، ما يؤكد أن هوليوود لم تتخلص، إلى حدود الساعة، من أريكة اكتشاف المواهب.