في ظلّ تضارب المعلومات والتعتيم الذي صاحب هزيمة تنظيم "داعش" في عاصمته السورية، مدينة "الرقة"، أصبح مصير العشرات من المقاتلين المغاربة، وزوجات وأبناء بعضهم، مجهولا. مسؤولو قوات "سوريا الديمقراطية"، أعلنوا نهاية الأسبوع الماضي، عن خروج المئات من المقاتلين من مدينة "الرقة"، مصطحبين بعض المدنيين، حيث يرجّح أنهم توجهوا إلى منطقة مازالت تخضع لسيطرة التنظيم الإرهابي. تقارير إعلامية عديدة، أكدت أن المجموعة الأخيرة التي رفضت الخروج، وبقيت محاصرة في مستشفى وملعب داخل المدينة، قد جرى قتلهم وتحويلهم إلى أشلاء متناثرة. اللحظات الحاسمة في معركة "الرقة"، التي جرت هذا الأسبوع، تميّزت بنقل الإعلام الغربي عن مصادره الاستخباراتية، وجود ما يقارب 90 مغربيا ضمن آخر مجموعة بقيت محاصرة داخل "الرقة"، أي ما يناهز ثلث مجموع المقاتلين الذين خاضوا المعركة الأخيرة. وفيما يرجّح أن بعض هؤلاء المقاتلين قد نجحوا في مغادرة "الرقة"، قام التحالف الدولي لمحاربة "داعش" ومعه المقاتلين العرب والأكراد الذين تولوا إنهاء وجود "داعش" في الرقة، بقتل من بقوا معتصمين في مستشفى وملعب رياضي. واشنطن كانت قد أعلنت رسميا شهر يوليوز الماضي، اتخاذها قرارا يقضي بقتل جميع المقاتلين الأجانب في صفوف تنظيم "داعش"، في المعركة الحاسمة التي كان يستعد لها التحالف الدولي لمحاربة هذا التنظيم، في عاصمته السورية "الرقة". فتزامنا مع إطلاق عملية هجوم شاملة على العاصمة السورية لتنظيم "الدولة الإسلامية" بسوريا، في "الرقة" التي باتت محاصرة بشكل كامل؛ أعلن المبعوث الأمريكي لدى التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، بريت ماكغارك، أن المقاتلين الأجانب في صفوف "داعش" الموجودين في "الرقة" يجب أن يموتوا فيها. المسؤول الأمريكي، الذي قام حينها بزيارة مواقع عسكرية بالقرب من الرقة، قال إن "المهمة الآن هي التأكد من أن كل مقاتل أجنبي موجود هنا، والتحق بصفوف "داعش" قادما من بلد أجنبي إلى سوريا، سيموت هنا في سوريا". النسخة الصادرة أول أمس، من جريدة "straitstimes"، تضمنت ربورتاجا ميدانيا من مدينة "الرقة" بعد انتهاء المعركة وهزيمة "داعش". الربورتاج الذي نقلته النسخة الإلكترونية من الصحيفة الدولية، تضمن وصفا مثيرا للدمار والأشلاء والأجسام المتحللة المتناثرة في أرجاء المدينة. ومن بين المقاطع الأكثر إثارة التي يتضمنها هذا الربورتاج، تلك التي تصف آثار المعركة الأخيرة التي جرت ضد آخر المقاتلين الذين احتموا بمبنى مستشفى بالمدينة. "جثامين متحللة، ومصاحف قرآنية، وأدوية، ودفتر صغير مليء بالتواريخ والأرقام الهاتفية، تناثرت أوراقه في المكان. "رقم زوجتي أم إسلام المغربية"، نقرأ في ورقة، إلى جانب رقم هاتفي سوري"، تقول الصحيفة. تقارير إعلامية أوروبية متواترة أكدت معطيات منسوبة إلى مصدر من الاستخبارات الفرنسية، مفادها أن باريس حرصت على عدم خروج أي مقاتل يحمل الجنسية الفرنسية حيا من "الرقة". نهج لم يعد التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، يخفيه في حملته الأخيرة التي أنهت وجود التنظيم في معاقله الأساسية في كل من العراقوسوريا. فغداة انتهاء معركة "الموصل"، العاصمة العراقية لتنظيم "داعش"، كشف مسؤولون عسكريون وأمنيون عراقيون رسميا، عثورهم على جثث العشرات من المقاتلين الأجانب الذين كانوا ينتمون إلى صفوف "داعش"، تحت أنقاض المدينة القديمة ب"الموصل".