في ظل التراشق الحاد بين قيادات الصف الأول لحزب الأصالة والمعاصرة، وتبادل الاتهامات، ينتظر أن يعيش الحزب أصعب دورات مجلسه الوطني، نهاية الأسبوع الجاري، ليناقش على طاولتها استقالة أمينه العام إلياس العماري. وعلى الرغم من تهديد عدد من القيادات، ومنهم الأمين العام الأسبق حسن بنعدي بعدم حضور دورة المجلس الوطني، ما لم تطو صفحة إلياس العماري، إلا أن هذا الأخير أكد في حديث مع "اليوم24" أنه سيحضر أشغال المجلس الوطني لحزبه كاملة، ما ينذر بانفجار أزمة في المطبخ الداخلي للحزب، بسبب طيف إلياس العماري، الذي يأبى مغادرة الحزب حتى بعد الاستقالة. ومر عدد من قيادات الحزب إلى السرعة القصوى، قبيل انعقاد برلمان الحزب، وهاجموا أمينه العام المستقيل، إلياس العماري، ووصفوا استقالته بالكاذبة، كما اتهموه بإغراق الحزب بالمنتفعين. وتراشق القياديون في الأصالة والمعاصرة بالاتهامات حول الثراء غير المشروع، ما أجبر عددا منهم إلى الخروج، وعرض ثرواته أمام هيآت الحزب للتحقيق في مصادرها، كما فعل بنشماس. إلياس العماري، الذي اختار التواري عن الأنظار منذ تقديمه لاستقالته، قبل شهرين، من أعلى منصب في الحزب، قرر الظهور على بعد يومين من انعقاد المجلس الوطني للأصالة والمعاصرة، مبررا اختفاءه عن الأنظار، وتواريه عن الحديث، بنشر تدوينة له على فايسبوك، بعد ظهر أمس الخميس، ضمنها تطمينات للمنتبين إلى حزبه، حول أسباب تحفظه على نشر دوافع استقالته، بقوله: "إن المجال الحقيقي لعرض مبررات استقالته هو الفضاءات التنظيمية للحزب، وليس مساحات الإعلام، وشبكات التواصل الاجتماعي". وأضاف العماري أنه آثر عدم الكلام مع الخاصة، والعامة حول موضوع استقالته من الأمانة العامة، غير أنه وفى بوعده للمنتسبات والمنتسبين إلى الحزب بأن يكون رهن إشارة الجميع، كمناضل انتسب إلى هذا المشروع، وساهم في بنائه، للإجابة عن تساؤلاتهم واستفساراتهم، وحتى على اتهاماتهم له. واستباقا للخلافات، التي ينتظر أن تتفجر في برلمان الأصالة والمعاصرة، اختار العماري التوجه إلى أعضاء حزبه، للتخفيف من تصدعاتهم قبل الإلتئام في المجلس الوطني، داعيا إياهم إلى تقدير مستوى دقة اللحظة الحزبية، والتاريخية، مقدما وعوده بفتح نقاش داخلي بقوله: "نحن بشر ككل الناس، لا ندعي الطهارة المطلقة، ولا ندعي مثل بعض أننا ملائكة. قد نخطئ في حق بعضنا البعض، وحتى في حق أنفسنا، لكن لدينا أيضا القدرة الهائلة على ممارسة النقد الذاتي، وتصحيح أخطائنا، وترميم جراحنا".