كشف تتبع المكالمات والهواتف المشتغلة في نطاق مسرح الجريمة عن آخر خيوط تورط المستشار الجماعي، وابن شقيقته، وزوجة مرداس، والعرافة في مقتل البرلماني بطريقة عصابات المافيا، كما تبين أن زوجة البرلماني طلبت من ابنتها الإلحاح على والدها بالحضور إلى الفيلا، حيث كان ينتظره الموت قرب الباب. وتواصلت أبحاث المكتب المركزي للأبحاث القضائية، خصوصا بعد الاطلاع على الكاميرات، ومراقبة مسار السيارة، التي استعملت في ارتكاب الجريمة، إذ انتقلت إلى المكالمات الهاتفية في محيط مسرح الجريمة. وبعد التوصل إلى كمية المعلومات المهمة، تم اللجوء إلى التقنية الرقمية، والتحليل العميق للمعطيات الرقمية الخاصة بأرقام الهواتف المحمولة، التي تم التقاطها باللاقطات الهوائية "PYLONES"، التابعة لمختلف شركات الاتصالات، التي تغطي مسرح الجريمة. وفعلا، تم الوقوف على بعض الأرقام الهاتفية المثيرة للشكوك، ضمنها رقم شرع في استخدامه بين الفترة الممتدة من فاتح إلى 7 مارس في الساعة العاشرة ليلا و49 دقيقة، والذي التقطه اللاقط الهوائي، الذي يغطي مسرح الجريمة يوم إطلاق النار، في الساعة الرابعة عصرا و40 دقيقة. وبالتركيز على الرقم الهاتفي، تبين أنه سبق تشغيله يوم ثاني مارس في هاتف محمول من نوع "سامسونغ جلاكسي ج7″، وهو الهاتف المحمول نفسه، الذي شغلت كذلك فيه الأرقام الهاتفية الخاصة بالمستشار الجماعي، وبعدها استخدم في هاتف محمول من نوع " نوكيا 105″ منذ 3 مارس، إلى يوم الجريمة 7 مارس، في الساعة العاشرة ليلا و49 دقيقة، وبعدها خرج من نطاق التغطية تماما. الرقم الهاتفي نفسه، خلال المدة، التي اشتغل فيها، لم يتواصل إلا مع 4 أرقام هاتفية، واحد منها لمرة واحدة، والباقي لمرات عديدة، ويتعلق الأمر برقم هاتف كل من العرافة، وزوجة مرداس، على الرغم من أن الرقم مسجل في اسم العرافة، ثم رقم ابن شقيقة المستشار الجماعي، وسيد آخر تلقى مكالمة هاتفية واحدة. وبين تحليل المعطيات الرقمية أن المستشار الجماعي في مقاطعة سباتة تبادل عبر هاتفه المحمول، ابتداء من فاتح يناير إلى غاية 23 فبراير، مع الرقم الشخصي لزوجة البرلماني مرداس، ما مجموعه 98 اتصالا هاتفيا، ضمنها مكالمات هاتفية كانت تتم في وقت متأخر من الليل، وهو ما أكد للمحققين وجود علاقة مشبوهة بين الطرفين، علما أن كلاهما محصن. وبالإضافة إلى ثبوت اتصالات هاتفية بين المستشار الجماعي، والعرافة صديقة زوجة مرداس، فقد بينت التحقيقات حول المكالمات أن الأخيرة كانت على اتصال هاتفي مستمر مع المستشار الجماعي، ابتداء من الرابعة زوالا إلى الساعة التاسعة و44 دقيقة مساء، أي بفارق 11 دقيقة فقط عن تنفيذ العملية. وأبرزت المكالمات الهاتفية، أيضا، أن زوجة مرداس اتصلت بابنتها لتحثها على إشعار والدها بالقدوم إلى الفيلا بدعوى إحضار الطعام لأبنائها، وهو التوقيت نفسه، الذي كان الجاني ينتظر فيه الضحية، وهو يحمل له الموت في فوهة بندقيته. وأوضحت التحريات، المنجزة، أنه عند محاولة إيقاف ابن شقيقة المستشار الجماعي، تبين أنه غادر المغرب، يوم 10 مارس، زوالا عبر مطار محمد الخامس الدولي في اتجاه تركيا، ما يوضح أنه اختار هذه الوجهة في هذا الوقت، والذي صادف انتشار أخبار تتمحور حول عدم ثبوت جناية القتل العمد في حق المصطفى خنجر، الذي سبق تقديمه للنيابة العامة، ورفعت عنه الحراسة النظرية، وهو ما يفسر تورط ابن شقيقة المستشار الجماعي المباشر في مقتل مرداس، وفراره من المتابعة الجنائية.