بعد مرور خمسة أسابيع على موعد الدخول المدرسي، ما يزال تلاميذ عدة مؤسسات تعليمية في مدينة طنجة، لم يتلقوا أي درس في بعض المواد الأساسية، وهو ما دفع جمعيات آباء وأولياء أمور التلاميذ خاصة في سلك الإعداد الثانوي، إلى استنجادها بمحمد حصاد وزير التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي، من أجل إنصاف المتضررين من الخصاص الحاصل في الأطر التربوية. في هذا السياق، كشفت مراسلة جمعية آباء وأولياء أمور تلاميذ إعدادية بدر بطنجة، موجهة إلى المسؤول الحكومي المكلف على قطاع التعليم، عن معطيات مثيرة بشأن تغيب مجموعة من الأساتذة الذين يدرسون مواد أساسية، كالرياضيات والاجتماعيات والفرنسية والإنجليزية والعربية، وذلك بعد شهر ونصف تقريبا منذ انطلاق الموسم الدراسة، مما حرم مئات التلاميذ من عشرات الحصص التعليمية. وطالبت المراسلة الموجهة الأسبوع الماضي إلى محمد حصاد، تتوفر "اليوم 24" على نسخة منها، فتح تحقيق على مستوى مصلحة الموارد البشرية بالنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بطنجة، على خلفية ما وصفته ب "سوء التسيير والتدبير لملف سد خصاص الأطر التربوية"، مما تسبب في هدر الزمن الدراسي لمئات التلاميذ وانعكس سلبا على جودة تعليمهم ورصيدهم المعرفي، رغم أنهم مقبلون على الامتحانات الإشهادية. وسجلت الوثيقة المذكورة غياب سبعة أساتذة في إعدادية بدر، إلى غاية الأسبوع الماضي، ويتعلق الأمر بأستاذين لمادة الاجتماعيات تم تكليفهما مؤخرا، وأستاذ لمادة الرياضيات وأستاذ آخر للتربية الإسلامية، ثم اللغة الإنجليزية، إضافة إلى أستاذين لمادة التربية البدنية، مشيرا إلى أن أزيد من 600 تلميذ لم يدرسوا أي حصة طيلة شهر شتنبر الماضي. وفي سياق متصل يستعد أولياء أمور تلاميذ إعدادية مولاي عبد الرحمان، بحي بنديبان، خوض أشكال احتجاجية أمام المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية، احتجاجا على ما وصفوه بالاستهتار بالزمن المدرسي للتلاميذ، وذلك بعد مرور أزيد من أسبوع على مراسلة موجهة إلى المديرة الإقليمية، تنبه إلى خطورة الخصاص في الأطر التربوية بالنسبة لمادتي العربية والفرنسية. من جانبه، قلل رئيس مصلحة الموارد البشرية بالمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بطنجة، من حجم النقص الحاصل في الأطر التربوية بمؤسسات التعليم العمومي بالمجال الترابي لعمالة طنجة، قائلا في تصريح ل "أخبار اليوم"؛ إن الأمر يتعلق بتأخر في الالتحاق بالوظيفة بالنسبة لمجموعة من الأساتذة المكلفين، وذلك بسبب ظروف إدارية أو ذاتية حسب الحالات، غير أن المسؤول على الموارد البشرية أكد أن الحالات المشار إليها في مراسلات الجمعيات المذكورة، تم التجاوب مع أغلبها، ولم يتبق إلا حالات قليلة جدا في بعض المؤسسات الإعدادية، "نقوم حاليا باتخاذ المسطرة الإدارية بشأنها"، يؤكد المتحدث.