كشفت الدراسة التي أنجزتها وزارة المرأة والأسرة والتضامن والتنمية الاجتماعية، بشراكة مع المرصد الوطني للتنمية البشرية التي يرأسها رشيد بلمختار، أن نسبة الأشخاص المسنين "في ارتفاع متسارع". وأوضحت دراسة الحقاوي وبلمختار، التي جرى تقديمها اليوم الأربعاء بالرباط، أن المغرب يتوفر حاليا على 3 ملايين و200 ألف مسن، وهذه الفئة تتجاوز أعمارهم 60 عاما، في الوقت الذي لم يكن عدد المسنين يتجاوز مليون شخص عام 1960، حسب إحصائيات المندوبية السامية للتخطيط. وتتوقع الدراسة أن يرتفع عدد المسنين في المغرب ليبلغ الضعف تقريبا بحلول عام 2030، وسيواصل الارتفاع ليبلغ أزيد من 10 ملايين بحلول عام 2050. ونبهت ذات الإحصائيات إلى أنه عند حوالي العام 2045 سيفوق عدد الأشخاص المسنين عدد الأشخاص الذين يبلغون 15 سنة وما تحت. وكشفت الدراسة أن عدد الأرملات يتفوق على عدد الأرامل، إذ يبلغ عدد الأرملات المسنات 46 في المائة مقابل 4.6 في المائة من الرجال المسنين الأرامل فقط. وأبانت الاحصائيات نفسها أن نسبة المتعلمين من فئة المسنين لا تتجاوز 27 في المائة، في حين حوالي 77,9 في المائة أميون. ولفتت الدراسة الانتباه إلى أن 8.7 في المائة من الأشخاص الذين يفوق عمرهم 75 سنة عبروا عن شعورهم بالإقصاء الاجتماعي، وتنخفض هذه النسبة بالنسبة للذين يتراوح عمرهم بين 60 و64، إذ عبر 6.6 في المائة منهم أنهم يشعرون بالإقصاء الاجتماعي. والجدير بالذكر أن نسبة الذين يشعرن بالإقصاء يوجد في المدن أكثر من القرى، إذ عبر 8,8 في المائة بالمدن عن ذلك، مقابل 5 في القرى. إلى ذلك، أكدت الدراسة أن حوالي 20,7 في المائة من المسنين يسكنون بجهة الدارالبيضاء السطات، فيما تتوفر جهة مراكشآسفي بنسبة 13.6 في المائة، والرباط سلاالقنيطرة ب 13.2 في المائة، وفاس مكناس 12,9 في المائة. واعتبرت الوزيرة الحقاوي أن هذه الأرقام تؤرق الحكومة والفاعلين في المجال، وقالت إن هذه الأرقام تكشف أنه لسنا مستعدين تماما لمواجهة هذه الظاهرة، ما لم تبذل جهود كبرى من قبل كل الفاعلين بدء من الأسر. وقالت الحقاوي، التي كانت تتحدث بالندوة التي شهدت تقديم هذه الدراسة، إنه "علينا أن نقرأ واقعنا بالتواضع المطلوب والاعتراف أننا لا نتوفر على المعطيات والأرقام الكافية التي تساعدنا على القيام بعملنا". واعتبرت الوزيرة أن أكبر مهدد للمسنين في المغرب هو ما سمته "بعض السلوكيات" التي تهدد تماسك الأسرة في المغرب، ما سيجعل عددا من كبار السن عرضة للشارع، بعد أن تتخلى عنهم أسرهم.