بعدما منع نظام عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية المصرية، عائلة محمد مهدي عاكف، المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين من الصلاة على جثته، بعدما توفي أمس، وأمر بالتعجيل بدفنه ليلا، دون انتظار الصباح، أصدرت جماعة الاخوان المسلمين بيانا ناريا تتوعد نظام السيسي وتهدد فيه بالنزول إلى الشارع. وخاطبت الجماعة نظام السيسي بما يشبه التهديد قولها: "نقول لكم إن مات القائد المجاهد .. فقد خلف من بعده ألف قائد سيزأرون في الميدان". وهددت جماعة الاخوان المسلمين "بثورة قادمة"، وقالت "إن أغلقوا ميدانا خرجنا في ألف شارع وحارة وميدان، فالثورة قادمة لا محالة، ستشعل قلاع الظلم وتقتلع الظالمين"، بحسب تعبير المصدر ذاته. وردا على قرار السيسي بعدم الصلاة على جثة محمد مهدي عاكف، دعت الجماعة كافة أبناء الحركة الإسلامية وكافة ما سمتهم "الأحرار" لتنظيم صلوات الغائب على روح محمد مهدي عاكف، معتبرة بأنه بهذه الطريقة "لن تتمكن أجهزة القمع والطغيان من منع الملايين من الصلاة على الأستاذ عاكف، فإن منعوا صلاة الجنازة أقمنا غيرها مئات الآلاف". وتابعت الجماعة قولها "إن أجهزة الانقلاب القمعية التي تستعرض قوتها العسكرية ليلًا نهارًا تخشى من صلاة جنازة على شيخ مجاهد قد فارق الحياة، لتسقط ورقة التوت عن عورتها، ويظهر خوفها وجبنها وخستها أمام إرادة مجاهد صلب حتى بعد وفاته، وكأنها تخشى أن تسري صلابته وشموخه في نفوس المصلين عليه ومودعيه"، بحسب تعبيرها. وكان المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين، محمد مهدي عاكف، توفي أمس الجمعة عن سن ناهز ال 89 عاما، في مستشفى غربي القاهرة، الذي نقل إليه من السجن بعد تدهور حالته الصحية به، حيث كان معتقلا ويحاكم من قبل "نظام السيسي بمصر". وكانت عائلة عاكف أطلقت حملة إعلامية واسعة تطالب فيها السلطات المصرية بالإفراج عنه، بعدما تأكد لها تدهور خالته الصحية بالسجن، إلا أن السلطات لم تكترث للحملة والمطالبات. يذكر أن عاكف قضى عشرين عاما في السجن في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر، وأفرج عنه في عهد الرئيس الراحل أنور السادات عام 1974، ثم حوكم في حقبة الرئيس المخلوع حسني مبارك وسجن في الفترة من 1996 إلى 1999، كما حوكم بتهمة إهانة القضاء في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي تولى السلطة بعد انقلاب على الرئيس محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين. ورغم أن المحكمة برأت عاكف من تهمة إهانة القضاء، لكنها احتفظت به في السجن على ذمة قضية واحدة، وهي أحداث مكتب الإرشاد التي وقعت في 2013 حينما اندلعت صراعات واشتباكات بين مناصرين لجماعة الإخوان ومعارضين لها.