بعد 32 يوما من التحقيقات السرية والمكثفة في المغرب وإسبانيا مع أقارب وعائلات وأصدقاء 11 جهاديا مغربيا نفذوا الاعتداء الإرهابي الذي هز برشلونة في يوم 17 غشت المنصرم، بدأت أولى تفاصيل التحقيقات تخرج إلى العلن، سواء من قبل القضاء والأمن الإسبانيين، أو من خلال المكتب المركزي للأبحاث القضائية بالمملكة. في هذا الصدد، وعلى عكس ما تناقلته بعض وسائل الإعلام الإسبانية، بخصوص التحضير لجزء من اعتداء برشلونة في بمريرت أو أغبلا بالمغرب، برأت السلطات المغربية إلى حدود الساعة أقارب وأصدقاء وجيران منفذي اعتداء برشلونة في المغرب، من إمكانية أن يكون لديهم أي ارتباط، سواء من قريب أو بعيد، بالاعتداء. عبد الحق الخيام، مدير المركز القضائي للأبحاث القضائية، كشف في حوار مقتضب له مع موقع الإذاعة والتلفزيون الإسباني (rtve)، نشر مساء يوم أول أمس الأحد، أنه فعلا تم التحقيق مع أقارب خلية برشلونة في المملكة، مبينا: «بدأنا بمحيطهم، وجيرانهم، وأصدقائهم في العمل، والعائلة، حققنا معهم جميعا؛ ولكن إلى حدود الساعة، ولا أحد منهم لديهم علاقة بالاعتداء». الخيام أوضح كذلك أن التعاون الأمني والاستخبارتي «ممتاز» مع الأجهزة الأمنية الإسبانية، موضحا أن المغرب لا يتأخر في تقديم، في الحين، أي معلومة استخباراتية حول أي تهديد للجارة الشمالية. في هذا يقول: «دوما عندما نصل إلى معلومة حول أي تهديد لإسبانيا، نبلغهم في الحين». الخيام يرفض فكرة توجيه الاتهام للمغرب كلما نفذ مواطن من أصول مغربية اعتداء إرهابيا بأوربا، لهذا نصح الإسبان بمراقبة المساجد والأئمة. موقع «rtve» نقل قائلا: «الخيام كرر أنه يجب حمايتهم وإدماجهم (يقصد المغاربة)، وينصح إسبانيا بمراقبة مساجدها وأئمتها». على صعيد متصل، كشفت المغربي إدريس أوكابير (28 ربيعا)، أحد أفراد الخلية المعتقلين، وشقيق الجهادي موسى أوكابير الذي قتل في الاعتداء، أثناء التحقيق معه، أنه لم يكن يعلم بالنوايا الإجرامية لمنفذي الاعتداء. وبخصوص استئجار بأوراق هويته الشاحنة التي نفذ بها يونس أبويعقوب الاعتداء، أوضح إدريس أن شقيقه أخبره بأنه يريدها لنقل بعض الأثاث، وأضاف أنه قبل ساعتين تقريبا من الاعتداء، بعث برسالة لشقيقه موسى عبر «الواتساب» يستفسره حول ما إن كان قد أعاد الشاحنة إلى شركة الكراء، قبل أن يتلقى جوابا من شقيقه القاصر يؤكد له أنه أعاد الشاحنة، غير أن إدريس طلب منه مرة أخرى أن يبعث له صورة لوصل الإرجاع، لكن هذه المرة لم يتلق أي جوابا من شقيقه. وكان ذلك آخر اتصال بين الشقيقين، بحيث سيقتل بعدها موسى على يد الأمن، ويتم اعتقال إدريس بعد العثور على أوراق هويته في الشاحنة. المحققون الإسبان ركزوا في استنطاقهم لإدريس على تحركاته في المغرب قبل الاعتداء. إدريس كشف أنه حصل على تذكرة الذهاب والإياب بين مطار طنجةوبرشلونة ما بين 9 و12 غشت المنصرم، من أجل الاستمتاع بالوقت في عاصمة البوغاز، وكذلك الابتعاد عن أجواء برشلونة. وأضاف أنه خلال تواجده في طنجة، كان يقيم بين منزل عمه المتزوج بطنجة وأحد فنادق المدينة الذي تذكره التحقيقات بالاسم. الاستخبارات المغربية تحقق كذلك في إقامة إدريس بطنجة وطبيعة الأشخاص الذين التقاهم، حسب ما أورده موقع «الإسبانيول». ووفقا لمصادر من التحقيق، أوضح إدريس أن علاقته بعشيقته صارة كانت تمر بفترات صعبة، كما رفعت ضده دعوى قضائية بتهم تعنيفها، وهي المحاكمة التي ستتم في فبراير المقبل. ومن أجل تجاوز الأزمة طلب من والدته أن تسدد له سعر تذكرة الطيران. وعلى الرغم من أنه ينحدر من منطقة «أغبلا» بخنيفرة، حيث يقيم والده سعيد الذي يتنقل بين المغرب وكتالونيا، إلا أن إدريس لم يزر أغبلا خلال تواجده بالمغرب، نظرا لعلاقته السيئة مع والده، حيث اكتفى بقضاء العطلة القصيرة مع عمه، قبل أن يتعرف على شاب يشتغل نادلا في فندق، حيث قضى معه بعض الليالي. والتحقيق لم يكشف عن هوية ولا مصير النادل. وعن سبب عدم عودته إلى برشلونة يوم 12 غشت كما كان في تذكرة العودة، أوضح إدريس أن النوم غلبه ولم ينتبه للوقت، ما جعله يطلب من عشيقته «سارة» أن تسلم شقيقه موسى ثمن تذكرة العودة إلى برشلونة يوم 13 غشت، إذ قام شقيقه القاصر بدفع المبلغ المالي للمغربي صالح كريب، حيث قام هذه الأخيرة بدفع التذكرة من حسابه لشركة الخطوط العربية للطيران، لعدم توفر موسى القاصر على حساب.