تبحث قوات الأمن الإسبانية عن المراهق المغربي موسى أوكابير، شقيق أحد المعتقلين على خلفية حادث الدهس الذي وقع أمس الخميس في شارع "لا رامبلا" وسط مدينة برشلونة، للاشتباه في كونه منفذ الاعتداء الذي أسفر عن مقتل 14 شخصا وإصابة نحو 100 آخرين. وأكدت مصادر من الشرطة لوكالة الأنباء الإسبانية "إفي" فرضية أن يكون موسى أوكابير هو منفذ حادث الدهس بشاحنة في "لا رامبلا"؛ بينما اعتقلت شرطة كتالونيا أمس شقيقه الأكبر إدريس أوكابير، الذي تتطابق بياناته مع الشخص الذي استأجر الشاحنة بيضاء اللون التي استخدمت في عملية الدهس. وتسعى التحقيقات إلى تحديد ما إذا كان إدريس شارك في التخطيط للهجوم أم استخدم شقيقه الوثائق الخاصة به. من جهتها ذكرت صحيفة "إل موندو" الإسبانية استنادا إلى قوات الأمن أن المشتبه به الرابع الذي تلاحقه الشرطة يدعى موسى أوكابير ويبلغ من العمر 17 سنة، الشقيق الأصغر لإدريس أوكابير، الذي اعتقلته السلطات أمس على خلفية الهجوم. وحسب تقرير الصحيفة فإن موسى سرق جواز السفر الخاص بشقيقه واستأجر المركبة "الفان" التي نفذ بها الهجوم باسم شقيقه، وهو ما أكده إدريس للسلطات. وكان لدى موسى أوكابير حتى أمس حساب على موقع "فيسبوك" أغلقته الشبكة لاحقا يؤكد فيه أنه ولد في جزيرة إيبيزا ويعيش في بلدة ريبول بمقاطعة جيرونا في كتالونيا ويدرس في جامعة برشلونة ويعمل لصالح شركة "كوكاكولا"؛ إلا أن هذه البيانات باستثناء محل إقامته قد تكون غير صحيحة. وحسب حسابه على "فيسبوك"، تواجد موسى مؤخرا في برشلونة وإيبيزا ويكلا (مورثيا جنوبي إسبانيا)؛ فضلا عن البرازيل. وكان موسى يحظى بحساب على تطبيق الأسئلة والأجوبة "كيوي" رغم أن آخر أخباره عليه تعود إلى نحو عامين، إذ سأله أحد المستخدمين: "إذا أصبحت ملكا على العالم ماذا تريد أن تفعل في أول يوم لك كملك؟"، وأجاب موسى: "سأقتل جميع الكافرين وسأترك المسلمين فقط". وفي سياق متصل نقلت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي" عن مصادر مغربية رسمية أن الشقيقين إدريس وموسى أوكابير، مسجلان في القنصلية المغربية بمدينة خيرونا في إقليم كتالونيا الإسباني. وتعد هذه هي كل البيانات المتاحة حتى الآن حول الشقيقين أوكابير في المغرب، بلدهما الأصلي، دون وجود معلومات حول ما إذا كانا قد ولدا في المغرب أم في إسبانيا، لكن من المؤكد أنهما يعيشان منذ سنوات طويلة في كتالونيا. واعتقلت الشرطة المحلية في إقليم كتالونيا الواقع شمال شرقي إسبانيا اليوم شخصا ثالثا في بلدة ريبول بمقاطعة خيرونا جراء ارتباطه المحتمل بالاعتداءات الإرهابية التي ضربت مدينتي برشلونة وكامبريلس. وأكد جهاز الشرطة أن اعتقال الشخص الثالث يأتي في إطار العملية الأمنية التي انطلقت عقب الاعتداءات التي وقعت أمس الخميس وأسفرت عن سقوط 14 قتيلا وإصابة ما يزيد عن 100 آخرين، وأعلن تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مسؤوليته عنه. وفي كامبريلس أعلنت الشرطة اليوم تصفية خمسة إرهابيين مسلحين نفذوا ليل الخميس الجمعة واقعة دهس جديدة في البلدة التابعة أيضا لإقليم كتالونيا، ما أدى إلى إصابة ستة أشخاص. واعتقلت الشرطة المحلية في كتالونيا حتى الآن ثلاثة أشخاص جراء ارتباطهم المحتمل بهذه الاعتداءات، التي ربما تكون لها علاقة أيضا بتفجير منزل في بلدة ألكانار (مقاطعة تاراغونا)؛ ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة آخر في الساعات الأخيرة من مساء أول أمس الأربعاء. وذكر رئيس الشرطة في كتالونيا، جوسيب لويس ترابيرو، أن مستأجري المنزل كانوا يعدون بداخله متفجرات. وتوجد علاقة مباشرة بين أحد المعتقلين الثلاثة، وهو ينحدر من مليلية المحتلة، وهذا التفجير. ويشتبه في أن المعتقل الثاني، المنحدر من ريبول، قام باستئجار الشاحنة المستخدمة في اعتداء برشلونة. وباعتقال شخص ثالث مؤخرا أيضا في ريبول، بات عدد المعتقلين على خلفية اعتداءات كتالونيا ثلاثة أشخاص، منهم اثنان في هذه البلدة.