دعا حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى التشبث بوحدة حزب الاستقلال، وتجاوز الخلافات داخله وبين أعضائه، مؤكدا في كلمة افتتح بها المؤتمر الإقليمي بفاس، أول أمس السبت، خصّص لانتخاب المندوبين إلى المؤتمر السابع عشر المقبل للحزب نهاية شتنبر الجاري، أن «أزمة حزب الاستقلال بدأت سنة 1998، بسبب رفض امحمد بوستة أن يكون وزيرا أولا في حكومة يكون فيها إدريس البصري وزيرا للداخلية». وأضاف «يومها تقرر إنهاء المسار السياسي للأستاذ امحمد بوستة، ثم أتوا بمن أتوا من الخارج، وبقينا 4 سنوات نحاول عقد المؤتمر، كما تمت معاقبتنا في انتخابات 1997، بسبب الموقف التاريخي للأستاذ بوستة». وقال شباط: «بعضكم جاء عندي وقال لي المخزن مبقاش باغيك، وأنا أقول: والله لن أتنازل، سواء أراد المخزن أم لم يرد»، مؤكدا «نريد الكرامة، ولن نبيع حزب الاستقلال، ونريده قويا وديمقراطيا». وأردف شباط «إما أن تكون لنا مواقف لصالح الوطن، ولصالح حزب الاستقلال، مواقف جريئة تبقى للتاريخ وللأجيال القادمة، وإما أن ننساق وراء المصالح والمناصب والدواوين، وحينها سنهلك وننتهي». وأكد أنه قاوم في المؤتمر 16 «لكي يتم انتخاب الأمين العام»، مؤكدا أن «المناضل الاستقلالي شعر حينها، ولأول مرة في تاريخ الحزب، أن له الحق في اختيار من يرأس الحزب، لكن هناك من رفض هذا الاختيار، ويصر على ألا يكون هناك انتخاب للأمين العام مجددا». وقال شباط: «نحن حزب لم نتشكل في الإدارة، بل حزب أسس الإدارة»، وأضاف «حينما تأسس الحزب المعلوم سنة 2009 (في إشارة إلى حزب الأصالة والمعاصرة)، قالوا لنا لقد انتهى دور الأحزاب الديمقراطية». واعترف شباط أن «الخروج من الحكومة لم يكن سهلا، بل كانت هناك ضغوطات، من داخل الحزب ومن خارجه، لأن بعضنا كان يُسيّر بالهاتف». واعتبر أن التدخل الخارجي في شؤون الحزب بدأ حين دبّ «الخلاف بيننا في المؤتمر السابق»، محملا المسؤولية في ذلك «لمن انسحب من أشغال المؤتمر السادس عشر سنة 2012». ورأى شباط أن ما يحدث على مستوى الوطن «يشوبه الغموض، إذ لا أحد يعرف إلى أن نتجه»، متسائلا: «كيف نُعين حكومة، ثم بعد أسبوعين نبدأ في توجيه الضربات إليها»، أما «البرلمان فحدث ولا حرج»، منبّها إلى أن وضع الغموض متزامن مع «محاولات تشتيت أحزاب الشعب». وشدد شباط على أن المؤتمر 17 المقبل لحزب الاستقلال «مؤتمر مفصلي وحاسم»، وتقع على عاتق مناضليه «مسؤولية كبيرة» في الاختيار، وقال «إما سنظل حزبا وطنيا مستقلا في قراره، ويختار أمينه العام بكل حرية، أو نتحول إلى جمعية أو أي شيء آخر». داعيا الجميع إلى التصالح والتسامح من أجل الإبقاء على حزب الاستقلال «مكافحا ومناضلا».