نعى الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط اليوم السبت رحيل الزعيم الاستقلالي امحمد بوستة إلى دار البقاء والذي وافته المنية مساء أمس الجمعة بالرباط عن عمر يناهز 92 سنة. وقال شباط في بلاغ له إن مناضلي ومناضلات حزب الاستقلال تلقوا "النبأ المحزن لوفاة المشمول بعفو الله المجاهد السي امحمد بوستة عضو مجلس الرئاسة الذي لبى داعي ربه راضيا مرضيا ليلة أمس 17 فبراير 2017. وعلى إثر هذا الرزء الكبير والفاجعة الأليمة، يتقدم الأمين العام للحزب الأخ حميد شباط بأحر التعازي وأصدق المواساة إلى كافة الاستقلاليات والاستقلاليين وفي مقدمتهم عائلة المرحوم في هذا المصاب الجلل". واعتبر شباط وفاة بوستة "خسارة كبرى ليس لحزب الاستقلال فحسب بل للوطن ككل في فقد أحد قادته السياسيين الأفذاذ". هذا وانتقل إلى عفو الله المناضل والقيادي بحزب الاستقلال امحمد بوستة، مساء الجمعة 17 فبراير، وهو زعيم سياسي ومحام قاد حزب الاستقلال عشرين سنة، ولقب بالحكيم الصامت. وولد امحمد بوستة سنة 1925 في مدينة مراكش بالمغرب. ودرس المرحلة الابتدائية والثانوية في مراكش، وأكمل دراسته الجامعية في جامعة السوربون الفرنسية في تخصص القانون والفلسفة. وقبل الاستقلال وبالظبط في سنة 1950 افتتح بوستة مكتبا للمحاماة في الدارالبيضاء وأصبح فيما بعد نقيبا للمحامين، وتخرج من مكتبه محامون مشهورون منهم رئيس الوزراء السابق عباس الفاسي. كما شغل مناصب مختلفة منذ فجر الاستقلال، فعمل وكيلا في الشؤون الخارجية في حكومة أحمد بلفريج عام 1958، ووزيرا للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري عام 1961. وشغل الفقيد منصب وزير الخارجية في حكومة أحمد عصمان، لكنه قدم اسقالته منها عام 1963 مع علال الفاسي ومحمد الدويري. ثم عاد لوزارة الخارجية في الفترة 1977-1983، وعينه الملك محمد السادس عام 2000 رئيسا للجنة الملكية لإصلاح مدونة الأسرة. وانخرط امحمد بوستة مبكرا في العمل الوطني وهو تلميذ، وكان من بين المؤسسين لحزب الاستقلال، وأصبح عضو المكتب التنفيذي للحزب عام 1963. ومباشرة بعد وفاة الزعيم التاريخي للحزب علال الفاسي عام 1972، قرر الاستقلاليون في مؤتمرهم التاسع إعادة العمل بمنصب الأمانة العامة. وخلال هذا المؤتمر انتخب محمد بوستة بالإجماع أمينا عاما للحزب، وبقي كذلك لغاية المؤتمر الثالث عشر في فبراير 1998 ليخلفه عباس الفاسي.