على بعد أسبوعين من انعقاد المؤتمر ال 17 لحزب الاستقلال، انتقل تيار حمدي ولد الرشيد، عضو اللجنة التنفيذية، إلى السرعة القصوى من أجل تصفية ما تبقى من خصومه خاصة في صفوف قيادات الروابط المهنية والتنظيمات الموازية. مصادر مطلعة داخل حزب علال الفاسي كشفت أن تيار ولد الرشيد يعد، حاليا، العدة للتخلص من قيادات بعينها داخل الروابط والتنظيمات الموازية، بالنظر إلى مواقفها المعارضة لتوجهات التيار وانتقاداتها الحادة التي وصلت إلى حد وصف رموزه من أمثال ولد الرشيد وعبد الصمد قيوح ب"الوافدين الجدد" داخل الحزب. المصادر عينها، أوضحت أن تيار ولد الرشيد يتجه لتصفية معارضيه عن طريق إقالة بعضهم عبر بوابة اللجنة التنفيذية التي يحكم السيطرة عليها، أوعن طريق ممارسة الضغط على البعض الآخر بغية إسكاتهم وضمان ولاءهم، متوقعة، خلال الأيام القادمة، صدور قرارات الإقالة من قيادة بعض الروابط المهنية والتنظيمات الموازية، التي كانت قد دفعت تيار "الخط الثالث" إلى إعلان فك الارتباط مع حميد شباط، الأمين العام للحزب، بعد تمسكه بالترشح لولاية ثانية. وفيما اعتبرت مصادر "اليوم24″ أن قرارات الإقالة باتت جاهزة بحق عدد من قيادات الروابط والتنظيمات، ولا تنتظر سوى التأشير عليها من قبل اللجنة التنفيذية التي يسعى تيار ولد الرشيد إلى تحويلها إلى جهاز تقريري لا تنفيذي، كشف مصدر من لجنة القوانين المنبثقة عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر القادم، أن تيار ولد الرشيد يسعى للسيطرة على الروابط والتنظيمات، وذلك من خلال محاولته فرض تعديل يقضي ب"تحديد" أعضاء اللجنة التنفيذية للمرشحين لعضوية الروابط بعيدا عن صناديق الاقتراع. إلى ذلك، يبدو أن شعرة معاوية بين تيار ولد الرشيد ورموز "الخط الثالث" قاب قوسين أو أدنى من الانقطاع، في ظل عدم التواصل إلى اتفاق إلى حد الساعة رغم اللقاءات التي جرت خلال الأيام الماضية. وفيما يشكل اقتراب موعد المؤتمر عامل ضغط على المتصارعين، أقر مصدر في اللجنة التنفيذية، في اتصال مع "اليوم 24″، بصعوبة إيجاد توافق بين تيار ولد الرشيد و"الخط الثالث"، مشيرا إلى أن الاتصالات التي جرت الأسبوع الفائت لم تفض إلى حلحلة للوضع. المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، كشف أن الاجتماع الذي جمع الخميس الماضي بين كل من عبد الله البقالي وعبد القادر لكيحل عن "الخط الثالث"، وبين ولد الرشيد وتوفيق احجيرة وبوعمر تغوان، ورحال المكاوي، بالإضافة إلى عبد الواحد الفاسي، نجل مؤسس الحزب، ونزار البركة، المرشح لخلافة شباط، لم يسفر عن الوصول إلى أي اتفاق للخروج من المأزق الذي يعيشه الحزب. ووفق ذات المصدر، فإن الاتفاق الوحيد الذي حصل هو العمل على جمع اللجنة التنفيذية بحضور شباط، كاشفا تكليف عبد الله البقالي وعبد القادر الكيحل بتلك المهمة من أجل تجاوز الفراغ الحاصل في هذا الصدد، حيث تجتمع اللجنة التنفيذية وتصدر قرارات في غياب الأمين العام وعدد من أعضائها ولاسيما من المنتمين ل"الخط الثالث".