المهاجرون المغاربة المقيمون في إقليم كتالونيا في قلب الصراع المحتدم بين حكومة كتالونية الساعية إلى الاستقلال عن مدريد التي تلعب كل أوراقها من اجل إجهاض حلم الكتالان بالاستقلال قبل موعد الاستفتاء حول حق تقرير المصير في فاتح أكتوبر المقبل. في المقابل، تلتزم الرباط الصمت حيال ما يجري في كتالونيا، لكن المتتبعين للعلاقات المغربية الإسبانية يرون أن تدعم مدريد في صراعها مع برشلونة. إذ يرى البعض ان رفض الرباط استقابل كارليس بويغديمون، رئيس حكومة كتالونية، في بداية ماي الماضي، خير دليل على دعم اطروحة مدريد. وشارك المئات من المغاربة إلى جانب مليون كتالوني تقريبا في مسيرة العيد الوطني التالاني، يوم اول أمس الاثنين، والتي جابت شوارع برشلونة مطالبة باستقلال إقليمهم عن إسبانيا. بعض أفراد الجالية المغربية الأمازيغية من الجيل الثاني والثالث المقيمة ببرشلونة أكدوا ل"أخبار اليوم" انهم سيشاركون في استفتاء انفصال برشلونة عن مدريد يوم 1 أكتوبر المقبل، وأنهم مع استقلال كتالونيا. ويرجعون دعمهم لكتالونيا إلى اعتقادهم أن المهاجرين الأخرين القادمين من الجنوب الإسباني قد يأخذونهم منهم فرص الشغل في الصناعة والغابة التي يوفرها الاقتصاد الكتالاني. في المقابل، يتخوف البعض الآخر على مصير التي دفعوها إلى صندوق التقاعد الإسباني في حالة تحقق الانفصال؟ هذا وتكشف تقرير إسبانية اطلعت عليها "اليوم24" ارتفاع عدد المجنسين المغاربة في كتالونية في السنوات الأخيرة، إذ أنه ما بين 2012 و2016 حصل 43644 مغربي على جواز السفر الإسباني، علما ان الجالية المغربية تمثل 1.3 في المائة من مجموع سكان كتالونية ب240 ألف مغربي تقريبا، أغلبهم ينحدرون من منطقتي الريف والاطلس المتوسط. كل هذا دفع وسائل إعلام مدريدية إلى اتهام حكومة كتالونية باستقطاب المغاربة لخدمة مشروعها الانفصالي.