كشف شهود عيان في وفاة دراماتيكية لمستخدم تقني يعمل بشركة "اتصالات المغرب"، إثر شجار وقع بالأيدي بينه وبين مسؤول كبير في ولاية جهة طنجة، عصر أول أمس الثلاثاء، عن معطيات مثيرة رافقت أطوار الواقعة التي هزت الرأي العام المحلي، وذلك على هامش الوقفة الاحتجاجية التي نظمها المكتب النقابي للشركة أمام الولاية، صباح اليوم، للمطالبة بفتح تحقيق نزيه في القضية. وقالت مصادر استمع اليها "اليوم 24″، إن الهالك تلقى ضربات في أجزاء حساسة من جسده، عندما وجه إليه الطرف الثاني في العراك، ضربة إلى جهازه التناسلي، عندها هرول المستخدم مسرعا نحو سيارته يصرخ من شدة الألم، وعاد متجها نحو زملاءه، قبل أن يسقط على الأرض. واستنادا إلى رواية الشهود العيان، والتي وثقتها عناصر الشرطة القضائية للدائرة الأمنية في المحضر، ليلة أول أمس الثلاثاء، فإن مهندس الولاية امتطى لحظتها سيارته ثم غادر المكان إلى وجهة غير معلومة، قبل أن يعود للاطلاع على الوضع بمسرح الحادث بعد عدة دقائق، ليجد الضحية ما زال ساقطا على الأرض يشكو من شدة الألم، ثم اختفى عن الأنظار دون أن يترجل من سيارته. وتابعت مصادر الموقع، أن الشجار بين الطرفين نشب عندما جاء مهندس الولاية إلى ورش أشغال صيانة ألياف شركة الاتصالات، بمنطقة "مالاباطا"، لتتبع ومراقبة الأشغال الجارية، وبعدما أبدى اعتراضه على طريقة اشتغال العمال، تدخل المستخدم التقني بشركة "اتصالات المغرب"، مطالبا بعدم التدخل في مهام تقنية لا تدخل ضمن اختصاصاته. غير أن تدخل المستخدم التقني لشركة اتصالات المغرب، لم يرق لمهندس ولاية اليعقوبي، وشرع يكيل السباب والشتائم إلى الجميع، قبل أن تتطور الأمور إلى تدافع بالأيدي ثم إلى عراك بين الطرفين، أمام أنظار المارة وعدد من مستخدمي شركة الاتصالات. من جانبه، قال محمد بويسطة، صهر الضحية في حديث مع الموقع، إن الهالك قيد حياته كثيرا ما كان يشتكي من مضايقات تطاله من مهندس الولاية، ويشتكي من تصرفه مع عمال الشركة بطريقة تشوبها "شطط في استغلال السلطة"، نظرا لگون مهندس الولاية مكلف بمراقبة الاشغال التي تنجزها شركة الاتصالات. وأكثر من ذلك، يضيف المتحدث في تصريح ل"اليوم 24". فإن عائلة الضحية عندما عاينوا جثة صهره بمستودع الأموات، لاحظوا أثارا زرقاء في ظهره وعنقه وبين فخذيه، يرجح أنها بسبب الضربات التي تلقاها في جسده، لافتا إلى أن الشرطة العلمية والتقنية بدورها قامت بمعاينة الجثة بعد ذلك، ويفترض أنهم سجلوا نفس الملاحظات. وعبر بويسطة عن تخوف عائلة الهالك وهو متزوج وأب لقلاثة أبناء، من طمس حقائق القضية، خاصة بعد تأخر اعتقال المهندس والتحقيق معه، مشيرا إلى أن تخوفهم صادر عن تصريحات مسؤولين في الولاية ينفون وقوع الاشتباك بالأيدي، وأكد المتحدث بأن عائلة الضحية ستلجأ إلى خبرة مضادة في حال لم يشمل التقرير الطبي، واقعة الاعتداء بالضرب. وكان الكاتب العام لولاية طنجة، عبد الكريم قبلي، فند هذه الرواية نافيا أن يكون مهندس مصلحة قسم التجهيز بالولاية قد دخل في شجار بالأيدي مع الهالك قيد حياته، مضيفا في تصريح هاتفي أجرته معه "أخبار اليوم"،بأن ما حصل مجرد مشادات كلامية تسببت في أزمة قلبية للضحية، وفق كلام المسؤول الثاني بولاية اليعقوبي. يشار إلى تقرير الطب الشرعي المضاد الذي طالبت به عائلة الهالك، والذي أجري زوال اليوم بمصحة التشريح الطبي بمستشفى الرازي، خلص إلى ان الوفاة كانت بسبب أزمة قلبية، ألمت بالضحية قبل أن يلفظ أنفاسه الأخير.