وسط غياب لممثلي القصر، ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، وزعماء الأحزاب السياسية، شيع جثمان عبد الكبير العلوي المدغري، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق، وأحد رجالات الحسن الثاني، الذين كان لهم دور مقدر في إدماج الإسلاميين داخل مؤسسات الدولة، الثرى في مقبرة الشهداء في الرباط، ظهر أمس الأحد. إسلاميو العدالة والتنمية لايزالون يذكرون للرجل فضله في التقريب بينهم، ونظام الحسن الثاني، لذلك لا غرابة في أن يسير عبد الإله بن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة السابق، وسعد الدين العثماني، رئيس الحكومة الحالي، ولحسن الداودي، عضو الأمانة العامة للمصباح، وعبد الرحيم الشيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، وغيرهم من إسلامي البجيدي في مقدمة الجنازة. محمد يتيم، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، ورئيس سابق للجماعة الإسلامية، كشف بعض كواليس العلاقة، التي جمعت بينهم، وصاحب "الحكومة الملتحية". وأوضح يتيم أن العلوي المدغري استقبلهم أول مرة بصفتهم مسؤولين لجمعية الجماعة الإسلامية، وكان بمعيته بعض من كبار علماء المملكة، حيث "كان هناك حوار وتفاعل بين العلماء وبيننا، ونحن آنذاك شباب في الحركة، وكان التجاوب طيبا، والتفاعل مثمرا"، يقول يتيم في تدوينة في فايسبوك. أما اللحظة الثانية، التي استقبل فيها المدغري إسلاميي البجيدي، بحسب يتيم، فهي لحظة تنظيم دورات مؤتمر الصحوة الإسلامية، التي كان يحضرها لفيف من كبار العلماء، والمفكرين، والدعاة، وكان يشرف على كل جلساتها شخصيا وكان المؤتمر الأول مناسبة لخلاف نشأ داخل الحركة بمناسبة كلمة بن كيران، والنقاش الذي تفجر آنذاك حول ما كان يعرف بقضية المستطيل، وانعقاد مجلس شورى الحركة لمناقشة تداعياته بطلب من عضوين من أعضائه، يكشف يتيم. حديث يتيم عن استقبال المدغري لقيادات حركة الإصلاح والتجديد ضمن فعاليات مؤتمر الصحوة الإسلامية، يزكيه ما كشفه مصدر قيادي في حزب العدالة والتنمية لموقع "اليوم 24". المصدر أوضح أن العلوي المدغري استدعى عبد الإله بن كيران، رئيس حركة الإصلاح والتجديد لإلقاء كلمة بمناسبة مؤتمر الصحوة الإسلامية، فاجتمع مجلس شورى الحركة، الذي كان يضم العثماني، ويتيم، وبوخبزة، وغيرهم، وأعد كلمة مكتوبة لابن كيران من أجل قراءتها في المؤتمر باسم الحركة، إلا أن بن كيران لم يلتزم بذلك، وترك الورقة المكتوبة، وألقى كلمة مرتجلة، وهو ما استدعى محاسبته داخل مجلس الشورى. مصدر "اليوم 24″، قال إن العلوي المدغري كان من المدافعين عن حق أبناء الحركة الإسلامية في العمل من داخل المؤسسات لذلك لم يتردد في عقد لقاءات بينهم ومسؤولين كبار في الدولة في منزله، من بينهم فؤاد علي الهمة، ووزير الداخلية السابق، مصطفى الساهل، مشيرا إلى أن هذه اللقاءات كان هدف المسؤولين منها التعرف عن قرب عن نوايا الإسلاميين، فيما كان هدف قادة الحركة تبديد مخاوف النظام. يذكر محمد يتيم أن العلوي المدغري استقبلهم أيضا حين انفجرت قضية الخطة الوطنية لإدماج المرأة في التنمية في عهد حكومة عبد الرحمان اليوسفي، والتي لقيت اعتراضا شديدا من قبل التيار الإسلامي. يتيم، قال إن العلوي المدغري ابتهج ابتهاجا كبيرا بنجاح المسيرة المليونية، التي انتصرت لإنصاف المرأة، ولكن في إطار المرجعية الإسلامية، في إشارة إلى مليونية الدارالبيضاء التي نظمت ضد الخطة.