انتقل إلى عفو الله، أمس السبت، في الرباط، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية سابقا، والمدير العام لوكالة بيت مال القدس الشريف، عبد الكبير العلوي المدغري. وعرف عبد الكبير العلوي المدغري بدفاعه عن إدماج إسلاميي حركة التوحيد والإصلاح في المجال السياسي، كما حاول إقناع قيادات جماعة العدل والإحسان بالتحول إلى حزب سياسي، إلا أن المحاولة فشلت بسبب دخول طرف ثالث على الخط. يحكي عبد الكبير العلوي المدغري في حوار سابق مع "تيل كيل" أنه في عام 1990 طلب من الحسن الثاني الإذن في إجراء مفاوضات مع قيادات جماعة العدل والإحسان، وقد تصادف ذلك مع وجود مكتب إرشاد الجماعة في سجن سلا، فيما كان عبد السلام ياسين تحت الإقامة الإجبارية. وكشف المدغري في الحوار ذاته أنه تكونت لجنة لهذا الغرض، وأضاف أنه وأعضائها كانوا يأخذون عبد السلام ياسين معهم ويذهبون جميعا إلى السجن في سلا. ويروي المدغري أن المفوضات كانت تبدأ بعد العصر، وتستمر إلى ما بعد الفجر، وذلك خلال عدة أيام، مشيرا إلى أنهم توصلوا إلى نتائج حقيقية وملموسة، فالتزموا بالعمل من داخل المؤسسات، وبإدانة كل عنف، وقطع العلاقات مع كل منظمة خارجية يكون الهدف منها طلب تمويلات. واعتبر المدغري أن العدل والإحسان كانت على وشك التحول إلى حزب سياسي للمشاركة في انتخابات1992، قبل أن يتدخل طرف آخر، ويفرض شرطا جديدا، وهو أن توجه العدل والإحسان رسالة إلى الملك، مشيرا إلى أنه بالفعل تم التمكن من الحصول منها على الرسالة المطلوبة، غير أن شخصا ثالثا قام بوضع العصى في العجلة، بعدما اعتبر أن تعبير ملك المغرب، الذي استعملته العدل والإحسان كان تعبيرا غير لائق، وأنه كان من الواجب استعمال تعبير أمير المؤمنين، أو جلالة الملك، وهكذا فشلت كل المساعي، يقول المدغري.