دعت المفوضية العليا للاجئين، يوم أول أمس الثلاثاء، المغرب والجزائر إلى "التحرك سريعا" لمساعدة 41 لاجئا سوريا عالقين منذ منتصف ابريل الماضي "في ظروف مؤسفة" على الحدود بين البلدين اللذين يرفضان استقبالهم. وأضافت قائلة: "نستشعر ضرورة ملحة في هذه المسألة وندعو الحكومتين إلى اتخاذ خطوات فورية وبناءة للالتزام بالقواعد الإنسانية الدولية وإجلاء هذه المجموعة المعرضة للمخاطر". كما طالبت المسؤولين في الرباطوالجزائر ب"ضمان إقامة ممر آمن بشكل سريع" للرجال والنساء والأطفال والحوامل "الذين يواجهون أوضاعا مؤسفة". مبدية، بذلك، لذلك استعدادها "للتوسط لتنسيق عملية اجلاء" للاجئين. وفي الوقت التي يتحدث فيه البعض عن استجابة المملكة لطلبات اللجوء لبعض اللاجئين، كشف بعض الأعضاء البارزين في اللجنة المحلية بفكيك لدعم النازحين السوريين أنه إلى حدود يوم مساء أمس ليس هناك أي حل أو استجابة ملموسة فوق أرض الواقع، وأن عشرات اللاجئين لازالوا عالقين في نفس المكان الذي يتواجد بين الجيش الجزائري والمغربي. وأضافوا أن هناك الكثير من القيل والقال بخصوص اللاجئين السوريين، لكن "الكائن هو أن السلطات المغربية تقول إنه على اللاجئين العودة إلى الجزائر وطلب تأشيرة الدخول من سفارة المملكة من أجل السماح لهم بالدخول بطريقة قانونية، أي أتباع نفس الطرق التي نهجها لاجئين سوريين سبق واستقبلتهم المملكة". كل هذا دفع المفوضية إلى الإعراب عن"قلقها العميق إزاء التدهور السريع لوضع اللاجئين"، مطالبة الدولتين ب"تأمين حاجاتهم الإنسانية سريعا وتسهيل الوصول إليهم والسماح لهم بالانتقال إلى مكان آمن أو الالتحاق بعائلاتهم". على صعيد متصل، أكدت المفوضية العليا للاجئين مطالبته "الجزائر والمغرب بالعمل معنا لوضع حد لهذا الوضع الخطير وغير المقبول لهؤلاء اللاجئين السوريين البائسين والعالقين" على الحدود. لاسيما وأن المجموعة تضم"أطفالا ورضعا ونساء بينهم امرأة حامل بحاجة ماسة لعملية قيصرية". ناشط حقوقي من فكيك كشف ل"اليوم 24″، أن طبيبا تابعا للصليب الأحمر وصل للمدينة منذ أسبوع لتقديم المساعدة للحامل السورية التي تعاني من آلام المخاض، لكن السلطات المغربية لم تسمح له بالوصول إليها وأخبرتهم أن الحامل لا توجد فوق التراب المغربي. هشام الراشيدي، رئيس المجموعة المناهضة للعنصرية والدفاع عن حقوق الأجانب والمهاجرين بالمملكة، أكد ل"اليوم 24″، أنه إلى حدود يوم أمس الثلاثاء ليس هناك أي حل رسمي ينهي مأساة أولائك اللاجئين السوريين، وأضاف أن بيان المفوضية العليا لشؤون اللاجئين فيه "إحراج للسلطات المغربية والجزائرية، ولكن محرج اكثر للجزائر التي تقوم بطرد اللاجئين في اختراق لحقوق الأنسان"، مضيفا:"حرام ان تستمر معاناة أولئك الاطفال الابرياء وأناشد المسؤولين المغاربة للحد من معاناتهم في هذا الشهر الكريم".