في فضيحة غير مسبوقة للإعلام الرسمي المغربي، قامت القناة المغربية "الأولى"، وقناة ميدي 1 تيفي ببث فيديوهات لأحداث شغب كروية، ونسبتها لنشطاء "حراك الريف". القناة الأولى بثت تقريرا في نشرتها الإخبارية، أمس السبت، حول حملة الاعتقالات التي استهدفت نشطاء الحراك في مدينة الحسيمة ونواحيها، بناء على أمر من الوكيل العام للملك، وأصحبتها بفيديوهات "مفبركة"، تظهر وقوع أحداث شغب، وهو الأمر الذي قامت به قناة ميدي 1 تيفي أيضا. وبالعودة إلى موقع "يوتوب" يظهر أن أحداث الشغب التي تضمنها التقريرين، تتعلق بالشغب الذي أعقب مباراة شباب الريف الحسيمي والوداد البيضاوي برسم منافسات البطولة الوطنية الاحترافية لكرة القدم، في مارس الماضي. واتهم الناشط الإعلامي، المتخصص في مواقع التواصل الاجتماعي غسان بن الشيهب، القناة الأولى ببث صور كاذبة و مغلوطة، تتعلق بتخريب وقع بعد مباراة كرة القدم، وربطها بالحراك والاعتقالات الجارية بالحسيمة. ودعا غسان بن الشيهب، مدير الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة للاستقالة، كما طالب بفتح تحقيق حول "تزوير أخبار وخلق فتنة في المغرب وتضليل الرأي العام". في السياق ذاته، أوضح مصدر من قناة ميدي 1 تيفي لموقع "اليوم 24" أن القناة دأبت على التنسيق مع القناة الأولى في مثل هذه المواضيع، مبرزا أن القناة قد تكون ضحية عملية فبركة، كما قد يكون مديرها متواطئا أيضا.
وحاول التقرير الاخباري لقناة الأولى إيهام المشاهدين والرأي العام وإقناعهم بأن وكيل الملك أمر بتحرك الفرقة الوطنية لاعتقال شباب حراك الريف بسبب تلك المشاهد "الكاذبة". وتضمن تقرير قناة الأولى صور تخريب السيارات والممتلكات الخاصة والعامة، تدعي فيها أن نشطاء حراك الريف هم من تسببوا فيها، مما سوغ شن حملة اعتقالات واسعة في صفوف شباب مدينة الحسيمة المحتجين، في حين أن الصور والفيدوهات التي تضمنها تقرير قناة الأولى تعود لمارس الماضي، إثر الشغب الذي أعقب مباراة الوداد والشباب الريف الحسيمي، كما هي موثقة على اليوتوب ومحرك البحث "كوكل". وشن عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك حملة واسعة ضد القناتين، وطالبوهما بالاعتذار، بعد بث صور وفيديوهات مضللة للرأي العام، ومسيئة لسلمية حراك الريف.