عكس السنوات الأخيرة التي كان الموعد السنوي لمناقشة ملف الصحراء داخل مجلس الأمن، يتحوّل فيها إلى لحظة عصيبة على المغرب ودبلوماسيته؛ تستعد المملكة، اليوم الخميس، لتلقي قرار جديد لأعلى هيئة تقريرية في المنظمة الأممية، يطالب جبهة البوليساريو بسحب عناصرها المسلحة فورا من منطقة الكركرات الحدودية بين المغرب وموريتانيا. مصادر مطلعة على سير النقاشات داخل أروقة الأممالمتحدة، قالت إن اجتماع مجلس الأمن الدولي كشف توجها بشبه إجماع نحو تمديد ولاية بعثة المينورسو لسنة جديدة، دون توسيع صلاحياتها، في مقابل مطالبة البوليساريو بسحب قواتها من الكركرات بشكل فوري، كما فعل المغرب قبل أسابيع استجابة لنداء من الأمين العام للأمم المتحدة. مجلس الأمن يعقد صباح اليوم الخميس، بتوقيت نيويورك، جلسة للتصويت على مشروع القرار الجديد، بعدما عقد أول أمس جلسة تشاور مغلقة. المصادر التي اطّلعت على المشروع تؤكد اكتفاءه بتجديد ولاية المينورسو سنة إضافية مع دعوته الطرفين إلى استئناف المفاوضات، والبوليساريو إلى الانسحاب من الكركرات. الفقرات التي تسربت من مشروع القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي، تتضمن دعوة المجلس لكل من المغرب وجبهة البوليساريو، إلى استئناف المفاوضات من أجل التوصل إلى حل "عادل، دائم، ومقبول من الطرفين". دعوة يستجيب فيها المجلس إلى ما أوصى به الأمين العام الأممي الجديد، أنطونيو غوتريس، في تقريره السنوي حول الصحراء، حيث دعا إلى استئناف المفاوضات بروح جديدة وطالب البوليساريو بالانسحاب من الكركرات للمساهمة في ذلك. المراسل الصحافي المعتمد لدى الأممالمتحدة، ماتيو روسيل لي، كشف مضامين الحوار الذي دار بينه وبين السفير الفرنسي لدى مجلس الأمن الدولي، فرانسوا دولاتر. هذا الأخير الذي يعتبر أكبر مدافع عن المغرب في ملف الصحراء داخل مجلس الأمن، ردّ على سؤال الصحافي حول سبب عدم توسيع صلاحيات المينورسو لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، بالقول إن "حقوق الإنسان توجد في جيناتنا… هناك طرق متعددة للعمل من أجل حقوق الإنسان". في المقابل، تمثّل الأوروغواي، المشاركة في مناقشة ملف الصحراء للسنة الثانية كعضو غير دائم داخل مجلس الأمن، المعسكر المؤيد لجبهة البوليساريو وخصوم المغرب في ملف وحدته الترابية. سفير الأوروغواي لدى مجلس الأمن، إلبيو روسيلي، قال بعد جلسة أول أمس المغلقة، إن مشروع القرار غير متوازن من حيث طريقة تعاطيه مع البوليساريو. الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا دولاتر أضاف في تصريح نقلته وكالة الأنباء الفرنسية، أن الوقت حان لإعادة إطلاق المفاوضات حول الصحراء، "وهذا بالضبط ما نريده"، يقول دولاتر. دعوة تضمّنها مشروع القرار الجديد لمجلس الأمن الدولي، الذي تولّت الولاياتالمتحدةالأمريكية إعداده، بتنسيق مع كل من فرنسا وبريطانيا وروسيا وإسبانيا، المشكلين لمجموعة دول أصدقاء الصحراء. إحياء مسار المفاوضات سيتم، حسب مصدر خاص ل"أخبار اليوم"، عبر إجراء المبعوث الشخصي الجديد للأمين العام للأمم المتحدة، الألماني هورست كوهلر، جولة هي الأولى له بعد تعيينه رسميا، ستقوده إلى كل من المغرب والجزائر وموريتانيا. الدبلوماسي الفرنسي فرانسوا دولاتر، واجه سؤالا لأحد الصحافيين، مساء أول أمس، بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن حول الصحراء، يهم الحسم النهائي في تعيين الدبلوماسي الألماني مبعوثا شخصيا إلى الصحراء. دولاتر اكتفى بابتسامة وإلقاء عبارة باللغة الألمانية، تأكيدا منه لهذا التعيين.