كشفت معلومات جديدة أن الأجهزة الأمنية الكتالونية اعتقلت، بتعاون وتنسيق مع الاستخبارات المغربية، 8 جهاديين مغاربة مشتبه فيهم في مدينة برشلونة الإسبانية، مبينة أن 4 منهم يشتبه في ارتباطهم بالخلية الإرهابية التي نفذت الاعتداء الإرهابي في بروكسيل 22 مارس 2016، والذي خلف مقتل 35 شخصا وجرح 340 آخرين. هكذا يصل عدد المغاربة الموقفين هذه السنة في إسبانيا بتهم الإرهاب، إلى حوالي 16 شخصا تقريبا. وتعتقد المخابرات الإسبانية أن 4 من الموقوفين – الذين رفضت الكشف عن هوياتهم- لديهم علاقة بالمغاربة الذين نفذوا اعتداء باريس: (صلاح عبدالسلام والأخوان خالد وإبراهيم البكراوي ومحمد عبريني ونجيم العشراوي) حسب ما أوردته وكالة الأنباء "إيفي" و"إلباييس" ومواقع أخرى. وكشفت "إلباييس"، أيضا، أنه في إطار هذه العملية الشاملة، التي أطلق عليها "أبولو"، تجري عمليات تفتيش موازية في منازل أقارب الموقفين في المغرب لتفكيك خيوط وأسرار المجموعة، مشيرا إلى أن هذه العملية يشارك فيها الأمن المغربي والإسباني. في المقابل، اتصلت "أخبار اليوم" بمسؤول أمن مغربي رفيع المستوى، في مجال محاربة الإرهاب، وأخبرنا أنه لا علم له باعتقال مغاربة بإسبانيا أو بعملية "أبولو". هذا، وتلعب المخابرات المغربية دورا كبيرا في الكشف عن أسرار خلية المغاربة الذين نفذوا اعتداء بروكسيل، لا سيما وأن عبدالحق الخيام، مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية، سبق له أن أكد أن المغرب أخبر السلطات البلجيكية بنشاطات الخلية الإرهابية التي نفذت اعتداءات باريسوبروكسيل، إلا أن البلجيكيين لم يأخذوا محمل الجد المعلومات التي قدمها لهم المغرب، بل طلبوا منه إطلاق أحد العناصر الإرهابية الذي اعتقل بالمغرب حينها (2008). بدوره، كشف موقع "دياريو إبيثا" أن العملية لازالت مفتوحة من خلال قيام الأمن المغربي، أيضا، بتفتيش أماكن المقربين من الموقوفين بالمغرب. وأضاف أن لجنة للإنابة القضائية توجد لهذا الغرض بالمغرب. وأوضح، كذلك، أن المغاربة الأربعة الذين لديهم ارتباطات بمنفذي اعتداء بروكسيل يقيمون ببرشلونة منذ 20 عاما، لكنهم يزورون المغرب بشكل متكرر، حسب مصادر قضائية. المصادر نفسها، كشفت أن إليو فليسكو، القاضي المكلف بقضايا الإرهاب بالمحكمة الوطنية الإسبانية بمدريد، "رصد قبل شهور بتنسيق مع القضاء البلجيكي وجود علاقة بين منفذي اعتداء بروكسيل، وبعض المغاربة المقيمين بكتالونيا". ووفقا للمصادر عينها، فإن التحقيقات من أجل إسقاط المغاربة الثمانية بدأت منذ 8 أشهر، بناء على معلومات من مواطنين لم تتم الإشارة إلى جنسيتهم. "هم شباب تتراوح أعمارهم ما بين 31 و39 عاما، ولديهم سوابق عدلية، ولديهم ارتباطات بتهريب المخدرات"، يشرح جوسيب لويس ترابيرو، المسؤول الأعلى في الأمن الكتالوني. المصدر ذاته أضاف أن المغاربة الموقوفين يعيشون في كتالونيا، لكن كانوا يتحركون في أوروبا. هذا، وكانت السلطات الإسبانية في نونبر الماضي اعتقلت جهاديين مغربيين بمدينة ألميرية بالجنوب الإسباني، وجزائريين في مدينة لاكورونيا للاشتباه في انتمائهم إلى "داعش"، مع إمكانية وجود علاقة لديهم مع جهاديين تم اعتقالهم في النمسا بعد هجمات باريس، إلى جانب تهريب جهاديين إلى أوروبا لصالح "داعش" بين جحافل اللاجئين السوريين. سقوط الجهاديين المغاربة الأربعة، قد يقود المحققين بالمغرب وإسبانيا إلى تحديد مكان الجهادي المغربي أسامة عطار، رفيق زعيم التنظيم الإرهابي "داعش"، أبو بوبكر البغدادي، في السجون العراقية، قبل سنوات الذي لا يُعرف مكانه، والذي يعتقد أنه العقل المدبر لاعتداءي باريسوبروكسيل. تقارير غربية تشير إلى أن عطار يمكن أن يكون مختبئا في سوريا. يذكر أن اعتداء بروكسيل خلف 35 قتيلا و340 جريحا، علما أن بعض المغاربة الذين نفذوه متورطون كذلك، في اعتداء باريس (13 نونبر 2015)، بقيادة الجهادي المغربي عبدالحميد أباعوظ، مخلفا 137 قتيلا و415 جريحا.