قال مصدر مطلع من مدينة بني أنصار، إن المدينة عرفت، أول أمس، احتجاجات قوية للاجئين سوريين عندما حاول أزيد من 100 منهم اقتحام الحدود والدخول إلى مليلية المحتلة، قبل أن يتدخل الأمن المغربي بالقوة لمنعهم. المصدر ذاته، كشف بأن محاولة اقتحام المعبر الحدودي كانت على مرحلتين: الأولى، بدأت في حدود العاشرة صباحا، قبل أن يتم اقتياد مجموعة منهم إلى مفوضية أمن الحدود، ليطلق سراحهم بعد ساعات من ذلك. وأبرزت المصادر ذاتها، أنه من بين المقتادين نساء وأطفال، «بعد إطلاق سراحهم ألحق اللاجئون بمكان بالقرب من البوابة لمساندة مجموعة أخرى، تتكون من أزيد من 40 لاجئا، كانوا قد تخطوا الحاجز الأمني المغربي في محاولة ثانية للإقتحام، وكان مجموع اللاجئين في المجموعتين حوالي 100 لاجئ، بينهم نساء وعدد كبير من الأطفال»، يضيف المصدر ذاته. وكشف المصدر نفسه، أنه إلى حدود الساعة «9 مساء»، بقيت المجموعة الثانية عالقة بين الأمن المغربي والإسباني في انتظار السماح لهم من جانب الاحتلال الالتحاق بمليلية، غير أن سلطات مليلية استقدمت العشرات من عناصر الشرطة المحلية والوطنية، وقامت بإغلاق البوابة مع جلب المزيد من القوات في إشارة أنهم لن يسمحوا لهم بالولوج، فيما ظل الأمن المغربي يحاول إقناعهم بالعودة إلى بني أنصار، قبل أن يستعمل القوة، في حدود الساعة التاسعة والنصف مساء، لتفريقهم وإجبارهم على العودة إلى بني أنصار. اللاجئون رفعوا شعارات منددة بمنعهم من الالتحاق بالمدينةالمحتلة، كما هتفوا بحياة سادس، يقولون بأنه رحب بهم في المغرب وأكرمهم، فيما العناصر الأمنية تمنعهم من الالتحاق بأوربا عبر مليلية. وكشف لاجئ سوري في اتصال هاتفي ب « اليوم24»، أنهم لا يفهمون منعم في الوقت الذي تقول فيه أوربا بأنها ترحب بهم، وكشف اللاجئ الذي يدعى يوسف بأنهم يسعون إلى تحسين ظروف عيشهم بعد هروبهم من الحرب. «لدي طفلة عمرها سنة ونصف، وطفل عمره 6 سنوات، لا نريد شيئا، فقط نريد تحسين وضعنا»، يؤكد يوسف ويقول في هذا الصدد، إن السوريين الذين تم اقتيادهم في البداية إلى مفوضية الأمن تعرضوا للتعنيف، وهو الأمر الذي ينفيه مصدر من شرطة الميناء. في السياق ذاته، أكد شكيب الخياري، رئيس جمعية الريف لحقوق الإنسان، أن السلطات المغربية استخدمت القوة العمومية ضد السوريين الذين كانوا على بعد أمتار قليلة من بلوغ مليلية المحتلة، وذلك لتفريقهم وإبعادهم عن البوابة حتى لا يتمكنوا من الدخول إلى المدينةالمحتلة. في السياق نفسه، علمت «اليوم24» أن السلطات الجزائرية رحلت، في حدود الساعة السابعة من مساء أول أمس، عائلتين سوريتين إلى الحدود مع المغرب، وإجبارهما على اجتياز الحدود في اتجاه الأراضي المغربية، وكشف شهود عيان، أن العملية تمت بجانب الشريط الحدودي المتاخم لمدينة بني أدرار، قبل أن يعثر الدرك الملكي على العائلتين بالوسط الحضري للمدينة.