قريباً سيصبح في مقدور الرجال قياس عدد الحيوانات المنوية وجودتها في المنزل، باستخدام تطبيقٍ على الهاتف الذكي قام العلماء بتطويره مؤخراً. فقد نجح الجهاز الجديد، الذي يُعلَّق على الهاتف الذكي، في الاختبارات المعملية التي أُجريت عليه بعد أن تمكن من إحصاء عينات الحيوانات المنوية المُشوَّهة بدقةٍ تصل إلى نسبة 98%، وفق تقرير لصحيفة الغارديان البريطانية، الأربعاء 22 مارس 20177. وفي 40% من الحالات التي يسعى فيها الأزواج للإنجاب دون أن ينجحوا في ذلك، ترتبط مشكلة الخصوبة بتشوُّه الحيوانات المنوية، لكن الباحثين يقولون إن الرفض الاجتماعي للفكرة وصعوبة إجراء الاختبارات الطبية يعني أن العديد من الرجال لا يسعون للحصول على تقييمٍ جيِّد. يقول هادي شفيع، الذي يُدير العمل في مستشفى بريغهام لأمراض النساء في ولاية بوسطن الأميركية: "كنا نرغب في التوصل إلى حلٍّ يجعل اختبارات العقم للذكور بنفس بساطة واقتصادية اختبارات الحمل المنزلية". صنع الفريق الجهاز باستخدام قطع غيارٍ من أقراص الدي في دي والأقراص المضغوطة، وتكلف إنتاجه 4,45 دولار أميركي. ويُستخدم الجهاز بوضع السائل المنوي داخل وعاءٍ صغيرٍ يُستخدم مرةً واحدةً، ويُرَكَّب في أحد جانبي الجهاز المُعلَّق بالهاتف الذكي بطريقةٍ تُشبه ال"يو إس بي". وفي غضون بضع ثوانٍ تظهر نتائج التحليل على شاشة الهاتف. ووفقاً لدراسةٍ نُشرت في دورية Science Translational Medicine الطبية، اختار فريق البحث عشرة متطوعين دون تدريبٍ رسمي، بما فيهم مساعدون إداريون يعملون في عيادة خصوبةٍ في بوسطن. ونجحوا في تصنيف أكثر من 100 عينةٍ من السوائل المنوية باستخدام التطبيق. وبصفةٍ عامة، قام العلماء بفحص 350 عينةً سريريةً وتمكنوا من التعرف على عيناتٍ تتضمن أعداداً قليلةً من الحيوانات المنوية، وأخرى تحتوي على حيواناتٍ منوية خاملة أو ضعيفة الحركة، بنسبة دقةٍ تصل إلى 98%. وداعاً للإحراج ووصف جون بيتروزا، مدير مركز الخصوبة في مستشفى ماساتشوستس العام والمُشارك في إعداد الدراسة، هذا الجهاز بأنه "سيُغيِّر مجرى اللعبة". وأضاف بيتروزا: "عادةً ما يضطر الرجال إلى توفير عينات السائل المنوي داخل غرفٍ في المستشفيات، في موقفٍ يعانون فيه من التوتر والحرج والتشاؤم وخيبة الأمل في معظم الأحيان". وقال: "الاختبارات السريرية الحالية تُجرى في المعمل، وتستغرق كثيراً من الوقت، وتخضع للمزاج الشخصي. أما هذا الاختبار، فهو قليل التكلفة وإحصائي وشديد الدقة، كما يُمكنه تحليل فيديو لعينة سائلٍ منويٍ سائلةٍ خلال أقل من خمس ثوانٍ". ويرى ألان باسي، أستاذ طب الذكورة في جامعة شفيلد البريطانية، الذي لم يكن مشاركاً في البحث، أن التقنيات المستخدمة لتقييم جودة الحيوانات المنوية لم تتغير كثيراً منذ الخمسينات، وهي عرضة للأخطاء حتى عند تنفيذها داخل معامل متخصصة، إذا لم يكن عامل المختبر قد حصل على تدريبٍ مناسب. وأضاف: "لذلك فإن تطوير وسيلةٍ سهلةٍ ودقيقةٍ وذات سعرٍ مناسب لتقييم الحيوانات المنوية المتواجدة في عينات السائل المنوي سيلقى ترحيباً كبيراً من المستهلكين. وخاصةً عندما يكون بالإمكان قيام أي شخصٍ بإجراء الاختبار دون تدريبٍ وفي أي مكان". هل يغني عن المعامل المتخصصة؟ لكن باسي استدرك قائلاً إن جهاز الهاتف الذكي ليس بإمكانه تنفيذ جميع الاختبارات التي تُجرى في المعامل المتخصصة، مثل تحليل المورفولوجيا– دراسة شكل وحجم الحيوان المنوي. وقال باسي: "بالنسبة لعددٍ محدودٍ من الرجال الذين لديهم حيواناتٍ منويةٍ مشوهة وذات حجمٍ ضعيف، فمن الأفضل أن يحصلوا على تشخيصٍ متكاملٍ وسليمٍ لحالتهم. لذلك فإن أي رجلٍ يعاني من ضعف الخصوبة لفترةٍ طويلةٍ من الزمن، تتعدى ال12 شهراً، عليه أن يعيد إجراء الاختبار داخل معملٍ متخصص، بغض النظر عن نتائج تحليل تطبيق الهاتف". ويُخطِّط الفريق المسؤول عن الجهاز لإجراء عددٍ من الاختبارات الإضافية قبل التقدُّم للحصول على موافقة إدارة الغذاء والدواء، وهي الوكالة المعنية بذلك، والتابعة لوزارة خدمات الصحة وحقوق الإنسان في الولاياتالمتحدة. ترجمة : هافينغتون بوسط