تتجه المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، لفتح الباب أمام السجناء المحكومين بعقوبات نهائية سالبة للحرية، للمشاركة في الاستحقاقات الانتخابية الجماعية والتشريعية، عبر بوابة التصويت، من أجل ضمان مشاركة هذه الفئة من المجتمع، في ممارسة حقها الدستوري، من خلال المشاركة في العملية السياسية، وذلك في إطار مخطط يهدف إلى إدماج المعتقلين في المجتمع، وتمكينهم من كافة حقوق المواطنة. ولأجل هذا التوجه، برمجت مندوبية التامك، ضمن فعاليات الجامعة الربيعية بالسجن المحلي لعين السبع، بالدار البيضاء، التي انطلقت صباح اليوم الثلاثاء، بمشاركة 160 سجينا، حاصلا على شهادة جامعية عليا، محاضرة في موضوع "تصويت السجناء بين المرجعية والأهداف"، ستكون باكورة الندوات المبرمجة في الجامعة الربيعية. وأعلن محمد صالح التامك، المندوب العام للإدارة الوصية على المؤسسات السجنية في مختلف التراب الوطني، خلال مداخلة له في أشغال الجلسة الافتتاحية للجامعة التي ستستمر على مدى ثلاثة أيام، أن موضوع تصويت السجناء، والذي يعد أحد مطالب الحركة الحقوقية في البلد، يشكل أرضية لمناقشة الإطار التعاقدي والتفاعلي بين المنتخبين والساكنة السجنية. واعتبر التامك، أن سلب الحرية للمواطن في إطار تنفيذ الأحكام القضائية "لا يجب أن يتعداه إلى سلب حقوق أخرى مرتبطة بالكرامة وبالمواطنة، خاصة وأن الوثيقة الدستورية تحث على عدم التمييز في الحقوق، كما تنص كذلك على أن التصويت حق شخصي، وواجب وطني". ودعا المسؤول الأول عن سجون المملكة، إلى التفكير في معالجة الاشكاليات المرتبطة بعملية التصويت، على المستوى التقني والتنظيمي، وأيضا مكان التصويت، والدوائر الانتخابية، وطريقة التقييد في اللوائح الانتخابية، وكيفية تمكين المعتقلين من التواصل والتفاعل مع المرشحين والمنتخبين، وبرامجهم السياسية، والتفكير كذلك في موقع المؤسسات السجنية من مشاركة السجناء في العملية الانتخابية. إضافة إلى ذلك، ينتظر أن تتطرق الجامعة الربيعية للسجناء، إلى مواضيع ذات صلة بالتطور الإداري والترابي الذي عرفته المملكة، بعد دستور 2011، والمتعلق بتدعيم اللامركزية عبر تنزيل مشروع الجهوية المتقدمة، كما هو الحال في محاضرة "السياسة الجهوية بالمغرب، أية مقاربة لإدماج السجناء"، ومحاضرة أخرى تحت عنوان "أي رهان حول إدماج السجناء ضمن التخطيط الجماعي الترابي". وتجدر الإشارة، إلى أن الجامعة الربيعية، ثاني دورة تنظمها المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، بعد النسخة الأولى في طبعتها الصيفية، التي نظمت بمركز الاصلاح والتهذيب بمدينة سلا، شهر شتنبر المنصرم، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والرابطة المحمدية للعلماء، والمرصد المغربي للسجون.