ارتبطت فترة طفولة سعد الدين العثماني رئيس الحكومة الجديد بمدينة انزكان وبالضبط بزنقة المدراس، اليوم 24 التقى بأصدقاء طفولته بهذه المدينة التي ارتبط اسمها أكثر بالتجارة والأسواق، وأعد هذا البروفايل ابن زنقة شعارها التسامح ولد سعد الدين العثماني يوم 16يناير 1956 بمنزل أسرته الكائن بزنقة المدراس التي تخترق انزكان، وتربط وسط المدينة بمكان تواجد المؤسسات التعليمية . وحسب تصريحات أصدقاء سعد الدين فإن الزنقة تتميز بتقسيم عجيب، ففي بدايتها منازل خاصة باليهود، يعمل أغلبهم في تجارة الأثواب ولديهم ديرهم الخاص و مازال قائما يؤدون فيه صلواتهم، ولديهم مدرسة خاصة وهبوها للدولة المغربية لحظة خروج أغلبهم من المدينة ، وتحولت إلى مدرسة الفضيلة، وفي وسط الزنقة يقطن أربعة فقهاء مسلمين من بينهم والد سعد الدين العثماني، وفي آخرها يتواجد التجار السوسيون. شعار العثماني لم يكن سعد الدين العثماني يضيع وقته ، وكان نجيبا وذكيا وقليل الكلام، كان يوزع وقته بين المطالعة والدراسة، ولم تكن تستهويه الرياضات الجماعية التي كانت تشغل أترابه في الحي. ومن الطرائف أنه كان في بداية كل سنة دراسية يفك قلم الحبر من نوع "بيك " ويكتب في ورقة صغيرة عبارة " من طلب المعالي سهر الليالي " ويقوم بلفها ويدخلها مع القطعة البلاستكية داخل القلم ، لتبقى شعاره طيلة السنة الدراسية. سعد الابن البكر ينحدر من عائلة سوسية محافظة بسوس، كان لوالده منزل بمقربة من مصب واد سوس، حيث كان يدرس العلوم الشرعية، وحوله إلى مدرسة عتيقة. كان سعد الدين أكبر اخوته، وسار على نهج والده المتوفي، فهو بار بوالدته التي مازالت على قيد الحياة، ورحيم بإخوته بشهادة من عاشره في تلك الفترة بداية الستينات الى سبعينيات القرن الماضي . لديه أربعة إخوة ذكور، هم على التوالي فريد زين الدين المحاسب العاشق للسياسة، وارتبط اسمه بحزب جبهة القوى الديمقراطية الذي ترشح باسمه في الاستحقاقات البرلمانية سنة 2011 ، تخرج هو الآخر من كلية الشريعة ولديه المام بالمعلوميات. يليه توفيق محمد وهو أستاذ لتعليم فنون الحرب متخصص في رياضة الأيكيدو، جمعوي معروف بالمدينة، وخالد العثماني خريج كلية الشريعة، متخصص في الدراسات الامازيغية وهو صاحب جريدة "تلواح" ، وصلاح الدين صلاح الدين طبيب الاسنان. ولدى سعد الدين الدين لديه أخت وحيدة، هي ثريا التي تدرس التربية الاسلامية. اهتمام مبكر بالصحافة كشف لنا أحد أصدقاء العثماني، أنه كانت لديه هواية غريبة في صغره، حيث كان يحرص على حفظ الحوارات الصحفية المنشورة في الجرائد الوطنية . وكان يرددها على أصدقائه بسرعة كبيرة، ويحاول في بعض الاحيان تشخيصها، وحين سأله أحدهم عن سبب الحفظ أجابه قبل 40 سنة " حتى أتدرب الإجابة على أسئلة الصحفيين " كما أنه كان متتبعا للجرائد الوطنية حينها، و يقوم بقص جل القصاصات الصحفية، ويخصص لها ملفات يجمعها، وكان يتوفر على العديد منها ويتخدها مرجعا ، وجمع منها رزما كبيرة ملأت جنبات غرفته المتواضعة بزنقة المدراس. أول برلماني يتخطى حاجز 12 ألف صوت ترشحسعد الدين العثماني برسم تشريعيات 1997 ، تحت اسم حزب الحركة الشعبية الدستورية الديمقراطية ، بالدائرة الانتخابية التي كانت تضم كلا من مدينتي انزكان والدشيرة الجهادية ،وكان الترشيح فرديا، وحصل على رقم غير مسبوق في تاريخ الانتخابات بسوس، بحيث حصد 12 الف صوتا ، و فتح مكتبه البرلماني بمدينة الدشيرة الجهادية بالرغم من أنه ابن مدينة انزكان. متكتم.. صديق الرحل باها يعتبر العديد من معارفة أن تعيينه لم يأت من فراغ، بل لكونه رزينا ورصينا، ولايتكلم كثيرا، حتى أن بعضا ممن التقاهم "اليوم 24 أكد"، أن شخصية الرجل تأثرت كثيرا برفيق دربه الراحل عبد الله بها في الدراسة بثانوية عبد الله بن ياسين وثانوية يوسف بن تاشفين، والتي تعززت أكثر لحظة انتقالهما الى الدارالبيضاء حيث قاما بتأسيس جريدة وطنية انتهت بالزج بهما في السجن.