حالة من الذعر والصراخ وعمليات الكر والفر وإغماءات، عاشها مركز لشركة فرنسية للنداء "ويب – هيلب" WEB HELP بقلب شارع الجيش الملكي بوسط مدينة فاس، بعد زوال يوم أمس الخميس، بسبب تعرض العشرات من عاملات وعمال مركز النداء الفرنسي لحالات اختناق خلال أدائهم لمهمتهم بالمركز. وحجت إلى مكان الحادث، العشرات من سيارات الإسعاف وممثلو مختلف السلطات الأمنية والإدارية بفاس، حيث تم نقل أزيد من 70 شابة وشابا يعملون بالمركز، إلى المستشفى الجامعي الحسن الثاني والمستشفى الإقليمي الغساني، حيث علمت "أخبار اليوم" أن 46 فتاة ممن جرى نقلهن بسرعة فائقة إلى المستعجلات، تعرضن لحالة اختناق فيما نجا الآخرون. وفرضت الأجهزة الأمنية طوقا أمنيا على مركز النداء الفرنسي، فيما حضرت عناصر الشرطة العلمية والتقنية إلى عين المكان، لمعاينة مقر المركز المكون من 5 طوابق، يشتغل فيه أزيد من 1500 مستخدم أغلبهم من الشباب، حيث كشفت أبحاث الشرطة العلمية، بحسب المعطيات الأولية والتي توصلت إليها الجريدة، بأن حالات الاختناق ناتجة عن تسرب الغاز "القاتل الصامت" من مولد كهربائي أصيب بعطب مفاجئ. وأمرت السلطات مسؤولي الشركة الفرنسية بإخلاء العمارة من موظفيها، في انتظار ما ستسفر عنه الأبحاث التقنية الجارية لمعاينة نظام التهوية وتكييف الهواء، يشتبه في تسرب الغازات من شبكته الموزعة على الطوابق المشكلة لمركز النداء، حيث وجد عناصر الوقاية المدنية والمحققون من الشرطة العلمية، صعوبات في الوصول إلى مصدر تسرب الغازات، وذلك بسبب عدم توفر إدارة الشركة الفرنسية على تصاميم تثبيت المولد الكهربائي وكذا نظام تكييف الهواء. هذا، وتجمهر حشد غفير من المارة أمام مركز النداء الفرنسي بفاس، عقب معاينتهم لعدد من الشابات يندفعن بقوة نحو الشارع، هاربات من مركز النداء وهن يصرخن، مما أثار شكوكا لدى المارة بحدوث حريق بالعمارة أو عمل إرهابي، قبل أن تسقط بعض الشابات بباب الشركة الفرنسية، فيما أغمي على بعضهن، جراء الغازات السامة، والتي تسببت لهن في آلام حادة على مستوى القفص الصدري والقيء والغثيان، الشيء الذي تبعه حالة استنفار لسيارات الإسعاف التابعة للوقاية المدنية، كما استعانت السلطات بسيارات إسعاف بالقطاع الخاص لنقل المصابين أغلبهم من الفتيات.