مباشرة بعد قرار المغرب، القاضي بالسحب الأحادي الجانب للجيش المغربي من منطقة الكركرات العازلة، بدأ المنتظم الدولي بالتفاعل الإيجابي للقرار المغربي، بينما بدت جبهة البوليساريو منزعجة من هذا القرار. في هذا السياق، رحبت الأممالمتحدة، على لسان المتحدث باسم الأمين العام، مساء أمس الاثنين، بقرار المغرب الانسحاب الأحادي الجانب من منطقة الكركرات، واصفاً القرار المغربي، ب"الإيجابي". من جانبها، رحبت الحكومة الإسبانية بإعلان المغرب، رسمياً، أمس الأحد، انسحاباً أحادي الجانب فوراً من منطقة الكركرات. وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية، أن إسبانيا دعت الأطراف الأخرى إلى القيام، وب"طريقة فورية"، بسحب كافة العناصر من المنطقة المعنية استجابة لدعوة الأمين العام للأمم المتحدة، في إشارة إلى جبهة البوليساريو، وراعيها، النظام الجزائري. وأيدت الحكومة الإسبانية دعوة الأمين العام للأمم المتحدة، التي دعا فيها، السبت الماضي، جميع الأطراف ل"ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، واتخاذ جميع التدابير اللازمة لتجاوز تصعيد التوترات، بشكل يسمح باستئناف الحوار في إطار العملية السياسة، التي تقودها الأممالمتحدة". وأعربت الحكومة الإسبانية عن أملها في استئناف الاتصالات، مستقبلا، بمبادرة من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل التقدم نحو حل سياسي ودائم، ومقبول" في قضية الصحراء. ورحبت فرنسا، أيضا، بإعلان المغرب قراره، القاضي بسحب جيشه من منطقة الكركرات بشكل أحادي الجانب. ووصفت فرنسا مبادرة المغرب بكونها "مبادرة مهمة في اتجاه التهدئة"، ولفتت الانتباه إلى أن هذه المبادرة المغربية أخذت بعين الاعتبار "استقرار ومصالح المنطقة". ودعت فرنسا من خلال تصريح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، كافة الاطراف إلى التصرف بمسؤولية. واعتبر المسؤول الفرنسي، أن بلاده تجدد دعمها للبحث عن حل عادل ودائم ومقبول من الأطراف لقضية الصحراء، تحت إشراف الأممالمتحدة، طبقا لقرارات مجلس الأمن. وشدد المسؤول ذاته، على أن مبادرة الحكم الذاتي، التي قدمها المغرب عام 2007، تشكل "قاعدة جدية، وذات مصداقية" لتسوية هذا النزاع. وفي سياق ذي صلة، أوردت قناة "تي في 5 موند" الفرنسية، أمس الاثنين، من خلال مراسلتها في المغرب، مارغو شوفانس، أن إعلان المغرب انسحابا أحادي الجانب من منطقة الكركرات بالصحراء المغربية، خطوة قوية جدا، بينما قامت جبهة البوليساريو باستفزازات متكررة، من خلال عمليات التوغل المتكررة داخل هذه المنطقة، منذ بداية يناير الماضي. وأكدت أن المغرب "يريد اليوم أن يجسد دورا رائدا على المستوى القاري، المتمثل في تجسيد الاستقرار، والسلام سواء على الصعيد السياسي، أو الاقتصادي". وقال الموقف الأمريكي الذي صدر عن السفارة الأمريكية بالرباط، من خلال بلاغ، إن الولاياتالمتحدة "تشيد بقرار المغرب بالقيام بانسحاب أحادي الجانب لعناصره من المنطقة العازلة الكركارات، دعما لطلب الأمين العام للأمم المتحدة". الاتحاد الأوربي هو الآخر اعتبر الانسحاب المغربي الأحادي الجانب من منطقة الكركرات يعد "خطوة مهمة". وأوضحت المتحدثة باسم الاتحاد أنه "يتعين على جميع الأطراف احترام بنود وقف إطلاق النار، ومواصلة العمل من أجل مصلحة، واستقرار المنطقة". وشدد الاتحاد الأوربي على أنه "يدعم جهود الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تحقيق سلام عادل، ودائم، ومقبول" من الأطراف لقضية الصحراء "في سياق توافقات تنسجم مع مبادئ وأهداف ميثاق الأممالمتحدة". وشرع المغرب، بتعليمات من الملك محمد السادس، بانسحاب أحادي الجانب من منطقة الكركرات. وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون أن هذا الإجراء جاء "احتراما وتطبيقا لطلب الأمين العام، وبشكل فوري". وفي الوقت الذي نال القرار المغربي المذكور ترحيبا دوليا، لا تزال دائرة الترحيب به تتسع.