مباراتان حول وظائف بالوزارة المكلفة بالبيئة التي تقودها حكيمة الحيطي، تثيران شكوك المرشحين الذين تقدموا إليها، بعدما آلت بعض تلك المناصب إلى أعضاء في الحركة الشعبية، أي حزب الوزيرة. المباراة الأولى التي عقدت في 19 يونيو الفائت، حول منصب متصرف من الدرجة الثانية في تخصص نظم المعلومات، دعي إلى اجتيازها 38 مرشحا، لكن المرشح الذي فاز بالمنصب كان هو محمد آيت بولجاوي، وهو عضو في حزب الحركة الشعبية. آيت بولجاوي، كان نائب رئيس اللجنة التحضيرية لحركة المهندسين الشباب التي أشرفت الحيطي على تأسيسها في عام 2014، وهي هيئة موازية لحزب الحركة الشعبية، وهو الآن عضو في المكتب التنفيذي للحركة. وبحسب مرشحين لم يحالفهم الحظ في هذه المباراة، فإن "الشكوك تحوم حول ما إن كان آيت بولجاوي قد استفاد من صلته بحكيمة الحيطي داخل حركة المهندسين الشباب وفي الحزب". غير أن مصدرا من ديوان وزيرة البيئة قال ل"أخبار اليوم"، إن شروط الشفافية وتكافؤ الفرص لم تمس في مباريات الوزارة لتوظيف الأطر، ولا يمكن، كما يقول، "أن تحرم شخصا من منصب هو مؤهل له لمجرد وجود صلة بينه وبين الوزيرة". آيت بولجاوي كان قد تقدم إلى مباريات عمومية أخرى لكنه فشل في إحراز منصب، مثل مباراة في المكتب الوطني للسكك الحديدية لشغل منصب Cadre Gestionnaire، في عام 2013، ثم منصب Chef de proget Systemes d'information في الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة (SNRT) أجريت في أبريل 2016. لكن المتحدث باسم وزارة البيئة قال إن آيت بولجاوي "شخص كفؤ، ولديه شواهد يعزز بها سيرته الذاتية، ولا يمكن أن تكون موضع شكوك حول أهليته". وذكر أن هذا الشخص لديه شهادة ماستر في علوم الهندسة، ومسجل في سلك الدكتوراه بجامعة مولاي إسماعيل (المدرسة الوطنية للفنون والمهن)، مشددا على أن "الوزيرة لم تتدخل في أي من تفاصيل المباراة، وتركت للجان المكلفة مسؤولية انتقاء الكفاءات المطلوبة". لكن المتشككين في مباريات وزارة البيئة التي جرت يوم 19 يونيو الفائت، يطرحون اسما آخر ظفر بمنصبه في مباراة ثانية في تخصص علوم وتدبير البيئة، وهو اسم وداد عسالي. ووداد هي ابنة شقيق حليمة عسالي، التي يقال إنها تملك نفوذا قويا على القيادة السياسية لحزب الحركة الشعبية. وداد نجحت في مباراة شارك فيها 256 مترشحا تباروا حول 8 مناصب. ووداد عضو في حزب الحركة الشعبية، وعضو في المجلس الوطني لهذه الهيأة، وقد أشرفت على حفل تكريم حليمة عسالي في جامعة محمد الخامس باسم جمعية خريجي هذه الجامعة في عام 2015. وفي ذلك التكريم، هنالك نقطة مشتركة بين الاسمين الحركيين المعنيين بهذه المباراة، إذ بحسب الصور الملتقطة، فقد شارك كل من وداد عسالي ومحمد آيت بولجاوي في ذلك الحفل، وقدما معا تذكارات إلى حليمة عسالي. غير أن متحدثا باسم وزارة البيئة رد بالقول، "إن وداد عسالي تؤدي ضريبة اسمها العائلي فقط، بينما رصيدها العلمي يؤهلها للنجاح في أي مباراة"، مضيفا أن "مبدأ الشفافية في المباريات تم احترامه، ولا يمكن إقصاء أحد بسبب صلته بحزب ما أو بسبب اسمه العائلي". وهذه ليست المرة الأولى التي تطفو على السطح قضية مشابهة، ففي عام 2015، نجحت فاطمة الزهراء الإدريسي، عضو المكتب التنفيذي لشبيبة الحركة الشعبية، وإحدى أقرباء الوزير الأسبق باسم الحركة الشعبية محمد أوزين، في مباراة توظيف المتصرفين من الدرجة الثانية في وزارة التعمير وإعداد التراب الوطني التي يقودها الوزير الحركي إدريس مرون. وكانت الإدريسي تشغل قبل ذلك مهمة مستشارة في ديوان امحند العنصر بالوزارة نفسها. كما أثير جدل حول قيام الوزير المكلف بالتكوين المهني، خالد البرجاوي، بواسطة مباراة، بتوظيف سعيد بن معنان، وهو عضو في المكتب التنفيذي لشبيبة حزب الحركة الشعبية، في الوزارة كمتصرف من الدرجة الثالثة. لكن قيادة حزب الحركة الشعبية ظلت تنفي باستمرار أن يكون وزراؤها يوظفون بطرق ملتوية، أعضاء بشبيبة حزبهم في مناصب في الوزارات التي يتولونها.