تسببت صحيفة "ليبيرو كوتيديانو" في ضجة في إيطاليا بسبب افتتاحية لها أفردتها لعمدة روما فيرجينيا راجي، والتي خصصت لها عنوانا سبق واستعملته سنة 2011 في ملف المغربية كريمة المحروق التي تسببت لرئيس الوزراء الأسبق سيلفيو برلسكوني في متاعب قضائية جمّة لاتهامه بمنارسة الجنس معها حين كانت قاصراً. وانهالت الإنتقاذات على الجريدة الإيطالية من مختلف التيارات السياسية بإيطاليا، كما تقاطرت رسائل التضامن على العمدة الشابة، في مواجهة المنبر الإيطالي. وكتبت الصحيفة الإيطالية،أمس الجمعة،بعنوان عريض وفي صدر صفحتها الأولى " رادجي،(حبة) بطاطس ساخنة"،Raggi patata bollente وهو عنوان اعتُبر " مبتذلاً ومهينا لأنه يحمل إيحاءاً جنسياً"، وتواجه عمدة روما التي تنتمي لحزب "حركة الخمس نجوم" ضغوطاً كبيرة، وسلطت عليها الأضواء في الآونة الأخيرة بسبب طريقة تسييرها للعاصمة روما، وبسبب اعتقال أحد أكبر المقربين منها بسبب شبهات فساد.وجرها بدورها للقضاء. وفي أول رد لها على الافتتاحية، أعلنت عمدة روما عزمها مقاضاة الجريدة ومطالبتها بالتعويض عن الضرر الذي لحقها، وقالت بطريقة ساخرة :" ترى كم من ساعات العمل تطلبها إنتاج هذه الجوهرة الأدبية…هذه الجريدة لا تهينني وحدي بل تهين كل نساء ورجال إيطاليا…آه ..نسيت أن أخبركم أنني سأقاضي الجريدة لأطالب بتعويض قدره واحد أورو ونصف (15 درهم)، الثمن الذي اشتريت به الجريدة لأول وآخر مرة؟!". وتوصلت عمدة روما برسائل تضامن من كبار المسؤولين الإيطاليين وعلى رأسهم لاورا بولدريني رئيسة مجلس النواب و بييترو غراسو رئيس مجلس الشيوخ الذي طالب مدير الجريدة بالإعتذار، كذلك من الحزب الديمقراطي الذي يقود الإئتلاف الحاكم ومن مسؤولين في هيئات سياسية متنوعة. وشددوا على أن حرية التعبير تضمنها القوانين في البلد لكن ذلك لا يعني استعمالها في مقالات "مبتذلة". غير أن مدير الجريدة المعنية لم يتزحزح قيد أنملة عن موقفه في الدفاع عن افتتاحيته، رغم الصخب الذي أحدثته ورفض بشكل قاطع الإعتذار عنها، وقال مدافعاً عن الخط التحريري لصحيفته:"نفس العنوان سبق واستعملناه في موضوع المغربية روبي، فلماذا لم ينبرِ أحد للدفاع عنها عنذئذ، أم أن الأمر يتعلق الآن بشخص من الطبقة السياسية؟!". يشار إلى أن ليست هذه هي المرة الأولى التي تثير فيها هذه الصحيفة المثيرة للجدل والمقربة من اليمين الإيطالي، زوبعة في إيطاليا، فقد سبق مثلا أن وصفت المسلمين في افتتاحية لها "باللقطاء"، وذلك عقب الأحداث الإرهابية التي عرفتها العاصمة الفرنسية باريس. وقد جرّت هذه الافتتاحية موقّعها ماوريسيو بيلبييترو إلى القضاء، كما تمّ جمع التوقيعات للتشطيب على اسمه من لائحة الصحفيين المهنيين.