دخلت أمس حالة ال"بلوكاج" التي تشهدها مشاورات تشكيل الحكومة شهرها الرابع، دون أن تلوح في الأفق بوادر الانفراج. مصدر مقرّب من رئيس الحكومة المعين، عبد الإله بنكيران، قال ل"أخبار اليوم" إن الأخير لا يأخذ بعين الاعتبار أي من التصريحات والتسريبات التي يجري تداولها، باعتبارها منفذا للخروج من حالة الجمود. "رئيس الحكومة قدّم آخر ما عنده، وينتظر أن يأتي عنده أخنوش ويتحدث عن نفسه وعن حزبه التجمع الوطني للأحرار، وامحند العنصر كي يتحدث عن نفسه وعن حزبه الحركة الشعبية، ولا مجال للحديث عن أي شيء آخر". مصادر "اليوم 24" القيادية في حزب العدالة والتنمية، ربطت بين استئناف مشاورات تشكيل الحكومة وانتهاء الجولة الملكية الحالية في إفريقيا. ورفضت هذه المصادر أي حديث عن سيناريوهات أخرى، من قبيل انتظار مؤتمر حزب العدالة والتنمية لانتخاب أمين عام جديد وتعيينه رئيسا للحكومة بدلا من بنكيران. "إذا كان المشكل هو شخص بنكيران فلا مشكلة في أن يرحل من الآن وليس بعد المؤتمر، المشكل سياسي في العمق ولا علاقة له بالأشخاص"، يقول أحد مصادر "أخبار اليوم". وفي الوقت الذي يعقد فيه المجلس الوطني لحزب المصباح دورة نهاية هذا الأسبوع لمناقشة التحضيرات الجارية للمؤتمر، قال المصدر نفسه إن "الموعد النهائي للمؤتمر سيكون في يونيو أو يوليوز المقبلين، وإذا كانت المشكلة هي بنكيران فيمكن أن يرحل من الآن". وفي الوقت الذي كان مؤتمر استثنائي لحزب العدالة والتنمية قد انعقد الصيف الماضي، ومدّد لبنكيران بعد استكماله ولايتين، بهدف بقائه أمينا عاما إلى غاية تنظيم الانتخابات، لم تستبعد مصادر "أخبار اليوم" أي احتمال، بما فيها تمكين بنكيران من ولاية ثالثة عبر تغيير قوانين الحزب، "وإذا اقتضت المصلحة ذلك". وقالت مصادر "اليوم 24″، إن كلا من رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، عزيز أخنوش، والأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، "تحدثا" خلال رحلتهما الأخيرة إلى جنوب السودان بمناسبة الزيارة الملكية، "لكنه مجرّد حديث لا يمكن وصفه بالمشاورات أو نقل الرسائل". فيما رفض المصدر المقرب من بنكيران مناقشة التصريح الأخير لأخنوش، والذي أدلى به يوم الاثنين على هامش اجتماع المنسقين الجهويين للحزب الذي انعقد بالدار البيضاء. أخنوش قال إن على بنكيران أن يبذل مزيدا من الجهد لتشكيل الحكومة، وأن حزب الأحرار "سيساهم وسيسهل مهمة بنكيران لتشكيل الحكومة، لأن البلاد اليوم في حاجة إلى حكومة قوية ومنسجمة، وتحتاج إلى أغلبية مريحة في البرلمان، لكي تستطيع تنزيل البرامج والمشاريع بأريحية". أحد "التسريبات" الجديدة التي تطرح باعتبارها منافذ لتجاوز حالة البلوكاج، تتمثل في الحديث عن دخول حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بحقيبة واحدة، هي وزارة الشؤون الإفريقية التي يرتقب إحداثها في الهندسة الحكومية المقبلة. سيناريو رفضه المصدر المقرب من بنكيران بشدة، معتبرا أنه مجرد "منعرج جديد في عملية الالتفاف الطويلة التي قام بها الاتحاد الاشتراكي منذ الانتخابات". وذهب المصدر نفسه إلى وصف الذين يتحدثون عن هذا السيناريو، "بأشباه الضباع التي تشرع في تقسيم والتهام أجزاء من الفريسة، قبل حتى أن تجهز عليها وتفارق الحياة. هذا هو ما يحصل مع البعض حاليا، وبنكيران لا يقبل هذا الكلام نهائيا، وهو ينتظر أن يأتي حلفاؤه في الأغلبية السابقة ليقولوا هل سيدخلون الحكومة معه أم لا".