بابتسامة تظهر بصعوبة بالغة، وتخفي الكثير من الحزن، وتفاؤل بالمستقبل، استقبلتنا الطفلة "وسيمة حمادي" رفقة والدها، وجدتها في حي "الديبو" الصفيحي في مدينة سلا. وعلى الرغم من مرضها النادر جدا، وفقر والدها، ومعاناتها، وصغر سنها، استقبلتنا وسيمة ورحبت بنا كما يقتضي "الصواب" المغربي، حتى خلت نفسي أمام فتاة أكبر من سنها بكثير، راضية بقدرها، وتنتظر الفرج، بعدما عجز الأطباء في المغرب عن تشخيص حالتها، ومعرفة مرضها. يحكي حسن حمادي، والد وسيمة، لموقع "اليوم 24" أن ابنته، التي تبلغ من العمر 9 سنوات، بدأت معاناتها منذ العام الأول من عمرها مع مرض نادر يتمثل في نمو غير طبيعي لفكها، وعظام أسنانها، ما جعلها تنمو في غير موضعها، الشيء الذي يتسبب لها في نزيف دموي مستمر، يتطلب حملها إلى المستشفى دون جدوى، إذ يكتفون بتعويض نسبة الدم المفقودة فقط، دون أن يتمكنوا من تشخيص حالتها. وكشف حمادي أن الأطباء نصحوه بحمل ابنته إلى العلاج في فرنسا، إلا أن ضعف إمكانياته حال دون ذلك، وأشار إلى أنه راسل وزير الصحة، وطرق كل الأبواب، لكن من دون جدوى. وناشد الأب جميع المحسنين، والمسؤولين، من خلال موقع "اليوم 24" بمساعدة ابنته، وإنقاذها. الأطباء عاجزون مصطفى علوسي، طبيب جراحة الأسنان في المستشفى العسكري في الرباط سابقا، وأستاذ بكلية الطب في الرباط أكد، في اتصال مع موقع "اليوم 24" أن مرض "وسيمة حمادي" نادر جدا، إذ لم يسبق له أن صادف حالة مثلها، مضيفا أنه يتابع حالتها منذ 2008، وقام بعرضها على أطباء خارج المغرب خلال المؤتمرات العلمية التي يشارك فيها دون أن يستطيعوا معرفة حالتها بدقة. وشدد علوسي أن حالة "وسيمة" تستدعي نقلها خارج المغرب من أجل تشخيص حالتها أولا، والعمل على علاجها ثانيا، مؤكدا أن حالتها نادرة جدا، وربما تعتبر الحالة الوحيدة في المغرب. الأمل ينتصر على المرض رغم مرضها، ومعاناتها، فقد بدت "وسيمة" مرحة ومتفائلة، وسعيدة بزيارتنا،"معمرني شفت الصحافيين تنشوفهم غير في التلفزة شكرا لكم"، تقول ببراءة طفولية. وتضيف "وسيمة" أن المرض كان سببا في انقطاعها عن الدراسة، منذ السنة الثانية، ابتدائي بسبب النزيف الدموي الحاد، الذي كانت تصاب به، فضلا عن عدم عناية معلمتها بها، التي كانت كلما نزفت تشير عليها بالذهاب إلى المرحاض. "وسيمة"، التي ناشدت الجميع بمساعدتها من أجل العلاج، كل أمنيتها أن تتماثل للشفاء، وتعيش حياة طبيعية كباقي الأطفال، وحينما سألناها عن طموحها، أجابت: "إذا شفيت أريد أن أعود إلى مقاعد الدراسة، وأصبح طبيبة، وأساعد جميع المرضى كي لا يعانوا مثل معاناتي".