استأنفت الشركة الوطنية للاستثمار التابعة ل"الهولدينغ الملكي"، عمليات تخليها عن قطاعات استثمارية أخرى بعد الموجة التي انطلقت في 2012 وأفضت إلى التخلي عن 4 شركات تعمل في قطاع الصناعات الغذائية، إذ تم الكشف عن رغبة تخلي المجموعة عن حصتها من "أونا للوساطة"، الشركة الأم لشركة "أكما التازي لحلو"، المتخصصة في الوساطة في قطاع التأمين و إعادة التأمين، والتي تحتل اليوم الرتبة الثانية وطنياً في مجال الوساطة في قطاع التأمينات بعد مجموعة "أفما"، وحققت برسم سنة 2015 ما قيمته 1.3 مليار درهم نظير العقود الصادرة برقم معاملات بلغ أزيد من 105 مليون درهم. تخلي الوطنية للاستثمار عن حصتها من "أكَما التازي – لحلو" والذي يتوقع أن يتم في الربع الثالث من السنة الجارية بالنظر إلى حجم الشركة وتعدد الراغبين في اقتناء حصتها، هو استمرار لمسلسل التخلي عن مساهمات الشركة الوطنية للاستثمار في شركات عاملة في قطاعات مختلفة، ويأتي تنفيذاً لخلاصات التوجيهات الصادرة عن المجلس الإداري لشهر شتنبر من سنة 2015، والتي تروم تحديث إدارة المجموعة، وفقاً للمعايير الدولية المعتمدة في هذه المجال، بغية تحويلها إلى صندوق استثماري ينشط في المغرب وفي القارة السمراء، وأيضاً مواكبته للاستراتيجية الملكية التي تروم تطوير شراكات المملكة مع الدول الإفريقية. وهي التوجيهات التي أعلن عنها حسن الورياغلي، بعد المصادقة قرارات اقترحها محمد منير الماجدي، مدير الكتابة الخاصة للملك، وممثل المساهم الرئيسي في مجلس إدارة الشركة الوطنية للاستثمار، وبشكل خاص قرارين يهم الأول خلق لجان متخصصة، والثاني يهم إطلاق مشروع للمسؤولية الاجتماعية والبيئية، يشمل مجموع فروع المجموعة إضافة إلى الهولدينغ. أكَما التازي لحلو، التي يتخلى عنها الهولدينغ الملكي، أنشأت سنة 1964 من طرف عباس بناني سميرس، و"جون دي سالوس" تحت اسم "أكَما"، وشهدت سنة 1989 عملية دمج مع مكتب "مغرب للتأمينات" التابع لمجموعة "أونا" التي حازت على 50 في المائة من رأس المال، ما مكن الشركة من أن تصير الأولى في قطاع الوسطاة في التأمين. في سنة 1993 عززت مجموعة "أونا" حضورها في رأس مال شركة "أكَما" لينتقل إلى 100 في المائة، قبل أن تعمد سنة 1998 إلى اقتناء أسهم مكتب SIA الذي كان يحتل وقتها الرتبة السادسة في قطاع الوساطة، ما مكن من تعزيز سيطرتها على القطاع والانفتاح في شهر يوليوز من السنة نفسها على الخارج من خلال توقيع اتفاقية تمثيل مع المجموعة الأمريكية "مارش وماكلينان " الفاعل الدولي الابرز في مجال الوساطة في التأمين وإعادة التأمين. في نونبر من السنة نفسها، تك إدراج "أكَما" في بورصة الدارالبيضاء من خلال عرض بيع عمومي ل 22 في المائة من الرأسمال الاجتماعي أي ما يوازي 88 ألف سهم بسعر بلغ 425 درهما للسهم، وهي الشركة الأولى في القطاع التي ولجت البورصة. شكلت سنة 1999 منعطفا جديدا في مسار "أكَما" إذ شهدت عملية دمج مع شركة "لحلو- التازي" التي تحتل الرتبة الثالثة في القطاع، ما مكن من تعزيز تموقعها في ريادة السوق بأزيد من 1 مليار درهم قيمة العقود الصادرة، وفي السنة نفسها تم خلق "هولدينغ "أونا للوساطة" الذي سيطر على 50.03 في المائة من أسهم الشركة. أداء الشركة في بورصة الدارالبيضاء ظل على العموم مستقران إذ يصل سعر السعر إلى حدود تداولات الجمعة الماضية 2460 درهما، برسملة في حدود 492 مليار درهم، في وقت سجل أداء السهم نموا في سنة 2016 بواقع 4.24 في المائة، لكنه تراجع منذ بداية السنة الجارية إلى حدود 3.15 في المائة. وتندرج هذه الصفقة الجديدة في إطار المخطط الاستراتيجي للشركة الوطنية للاستثمار، الذي انطلق في 25 مارس 2010 حين اندمجت "أونا" و"الوطنية للاستثمار"، ليليها بعد ذلك، في سنة 2011، تفويت 41 في المائة من رأسمال "لوسيور كريستال" للمجموعة الفرنسية "سوفيبروتيول" بقيمة 1.3 مليار درهم، ثم بعدها 37.8 في المائة من رأسمال "مركز الحليب" للشركة الفرنسية "دانون" بقيمة 6.1 مليارات درهم سنة 2012، و50 في المائة من رأسمال "بيمو" للفاعل الأمريكي "كرافت فودز" بقيمة 1.31 مليار درهم، و27.5 في المائة من رأسمال "كوسومار" لمجموعة "ويلمار" السنغافورية.