يستعد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لمغادرة البيت الأبيض، إذ من المقرر أن يلقي اليوم الثلاثاء على الساعة الثامنة بتوقيت الولاياتالمتحدة، الثالثة صباحاً من يوم غد الأربعاء بتوقيت غرينتش، خطابه الأخير في منصبه كرئيس للولايات المتحدة والذي اختار "شيكاغو" بولاية إلينوي لتوجيهه. وقال أوباما: "أفكر في الخطاب كفرصة لأقول شكراً لكم على هذه الرحلة المذهلة وللاحتفاء بالطرق التي غيرتم بها هذا البلد للأفضل على مدى السنوات الثمانية الماضية ولعرض بعض الأفكار عن المسار الذي يمكن أن نسلكه جميعنا من هنا". وقال الأمين العام الصحفي للبيت الأبيض جوش إرنست، للصحفيين، إنه "أتيحت لي الفرصة لمراجعة النسخة المبدئية من خطاب الرئيس، وما يمكنني أن أقوله هو أن أوباما مهتم بإلقاء خطاب وداع يتطلع فيه إلى المستقبل. فمن الواضح أن الرئيس فخور بالتقدم الذي أحرزناه، وهو لا زال متفائلاً حيال المستقبل، ويتطلع لفرصة يشرح فيها أسباب تفاؤله". عهدتان رئاسيتان وثمان سنوات إذ تمر على حكم الرئيس باراك أوباما، ولم يتبق إلا القليل، وهي المساحة الزمنية ما بين يوم 8 نوفمبر موعد الانتخابات الرئاسية، ويوم 20 يناير موعد تنصيب الرئيس المنتخب. وخلال الخطاب الذي ألقاه أمام حشد من ربع مليون شخص في منتزه غرانت بشيكاغو بعد انتخابه كأول رئيس أمريكي أسود، قال أوباما "لقد وصل التغيير إلى أمريكا". وسيتم تنصيب الجمهوري دونالد ترامب يوم 20 يناير الجاري. وخلال حملته تعهد ترامب بإلغاء الكثير من الإجراءات السياسية المهمة التي اتخذها أوباما بما في ذلك قانونه للرعاية الصحية. يشار إلى أن الكونغرس الأمريكي لم ينتظر مغادرة أوباما المنصب الرئاسي لكي "يطيح" بمشروع قانون "أوباما كير" للرعاية الصحية. في السياق، قدم رئيس لجنة الموازنة في الكونغرس السناتور مايك إينزي، مشروع قرار يسعى لإلغاء القانون، الذى يعتبره أوباما "انجازاً وطنياً" يحسب له، وورقة أنجزت من وعوده الانتخابية التي أوفى بها. وفجر هذا المشروع خلافاً شديداً داخل الكونغرس بين الجمهوريين والديمقراطيين، مما دفع الجمهوريين إلى رفض تمرير الموازنة، وهو ما قاد إلى تعليق أنشطة الحكومة، وقد أقرت إدارة أوباما القانون في عام 2010، وصادقت عليه المحكمة العليا في عام 2012. للإشارة، "أوباما كير" هو التسمية التي أطلقت على قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية في الولاياتالمتحدة، ويهدف إلى توفير التأمين الصحي لأغلب المواطنين الأمريكيين بتكلفة منخفضة . وضمن مراسم توديع مؤسسات بلاده مع اقتراب نهاية ولايته في 20 من يناير الجاري، وتنصيب خليفته دونالد ترامب، الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة، زار الرئيس أوباما ارلينغتون في ولاية فيرجينيا لتوديع أفراد الجيش الأمريكي باعتباره قائدا له. وفي كلمة أمام قوات الجيش قال أوباما "لهذه المهنة الكثير من الامتيازات سأفتقد اثنين منها، هما: القوات الجوية والبحرية". وقد أوباما لترامب نصيحة مفادها: "احترام مؤسسات الدولة وعملية صنع واتخاذ القرارات". وقال أوباما في مقابلة حصرية أجراها مع برنامج "هذا الأسبوع " الذي يذاع على شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية، إم "هناك اختلاف واضح بين الحكم والحملات الانتخابية، ويتعين على ترامب ألا يدير البيت الأبيض كما يدير شؤون أسرته.. بمجرد أن تؤدي اليمين الدستوري، فيجب أن تعلم أنك تحكم أكبر مؤسسة في العالم بأسره". واعترف أوباما بوجود اختلافات بين شخصيته وشخصية ترامب، مشيراً إلى أن الشيء الوحيد الذي يجمعهما هو الثقة. واختتم أوباما المقابلة قائلاً: "لقد أبلغت ترامب أن عواصم العالم وأسواق المال وشعوب الأرض ستتعامل بجدية مع كل ما يصدر عنه من تصريحات أو أفعال فور توليه منصبه رئيساً للولايات المتحدة في العشرين من شهر يناير الجاري".