على الرغم من ان حزب الاستقلال، لم يعد معنيا "حاليا" بالمشاورات التي يجريها هذه الأيام رئيس الحكومة المكلف، عبد الاله ابن كيران، لتشكيل حكومته المقبلة، إلا أنه في كل مرة يبعث بإشارات سياسية "ملتبسة"، تشير إلى أن مسار المفاوضات لفرز أغلبية حقيقية لا تسير في "طريق معبدة". عدد اليوم من جريدة العلم، لسان حزب الاستقلال، قال بوضوح ردا على عزيز أخنوش، الذي تحدث للصحافة عن "شراكته" مع أحزاب الوفاق، "إن حزب الاستقلال في إطار الشراكة المتجددة، شريك رئيس لحزبي العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية". وأضاف بلغة المناورة أنه يحق للبيجيدي والتقدم والاشتراكي "استعمال هذه الشراكة لمواجهة ما قد يستجد في مسار المشاورات". واعتبر أن هذه الشراكة بخلاف ما هو عليه الطرف الآخر، وهو يقصد الشراكة التي تجمع أخنوش، بحلفائه في أحزاب الوفاق زائد الاتحاد الاشتراكي. وقال المصدر ذاته، إن الشراكة التي تربطه بالعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية، "مملاة من تحت إلى أعلى وليست صيغة تحايلية غبية في محاولة جهة ما ربح ما خسرته في صناديق الاقتراع باللعبة السياسية الرديئة". وذهب لسان حزب الميزان إلى القول "إن رئيس الحكومة المكلف يدير المشاورات الحالية معززا ب 183 مقعدا في مجلس النواب"، في إشارة إلى المقاعد البرلمانية التي حصل عليها كلا من حزب الاستقلال والعدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية في الانتخابات الأخيرة، بعدما قرر المجلس الوطني الأخير لحزب علال الفاسي بان يكون إلى جانب ابن كيران في الأغلبية البرلمانية المقبلة، إذا تعذر دخوله إلى الحكومة. يذكر أنه لغاية الآن، لم يتلق ابن كيران أي اتصال من عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للاحرار، وامحند العنصر، الأمين العام لحزب الحركة الشعبية، من أجل الحسم في الاعلان الرسمي عن حكومة ابن كيران الثانية. وكان أخنوش والعنصر قد أعلنا أنهما طلبا من ابن كيران منحهما مهملة يومين، والتي تنتهي اليوم الجمعة، من أجل دراسة تفاصيل العرض الذي قدمه لهما ابن كيران، بعدما وافقا مبدئيا على تشكيل الحكومة من الأغلبية الحكومية السابقة. وفي الوقت الذي انتظر فيه رئيس الحكومة المكلف، رد أخنوش والعنصر من أجل الشروع في المفاوضات التفصيلية، اختار أخنوش أن يجلس إلى "شركائه" وهم العنصر ولشكر وساجد من أجل دراسة العرض الذي تقدم به ابن كيران، في إشارة إلى أنهم سيناحرون من جديد من أجل إضعاف موقع ابن كيران في التفاوض، بعدما شددت الأمانة العامة للبيجيدي، على أن توزيع الحقائب سيكون على أساس ما أفرزته انتخابات 7 أكتوبر. وأعلن ابن كيران اليوم الجمعة، أنه حسم في حكومته المقبلة، والتي ستتكون من أحزاب الأغلبية السابقة المكونة من أربعة أحزاب، وأنه ينتظر اتصالا من أخنوش والعنصر من أجل الشروع في مناقشة القطاعات الحكومية التي ستؤول إلى كل مكون من مكونات الأغلبية، على أساس انتخابات 7 أكتوبر، كما سبق أن أعلن ذلك البيان قبل الأخير لحزب العدالة والتنمية.