شن نشطاء في الحراك الاجتماعي، الذي يعرفه الريف، منذ مقتل بائع السمك، محسن فكري بشاحنة لنقل الأزبال بالحسيمة، هجوما لاذعا على الجمعية المسيرة لفضاء التعاونيات بالمدينة نفسها، بسبب البيان الذي اصدرته الاخيرة، حول الحراك وتحميلها مسؤولية الركود الاقتصادي للاحتجاجات التي تعرفها مدينة الحسيمة. وكانت الجمعية المذكورة، قد أكدت في بيانها الذي حصل "اليوم24" على نسخة منه، أن المسار الذي اتخذته الاحتجاجات، اثر سلبا على الاقتصاد المحلي، حيث "تقهقر الرواج الاقتصادي إلى مستويات غير مسبوقة بالإقليم في جميع القطاعات التجارية والخدماتية والعقارية، حيث أصبح العديد من سكان الحسيمة يفكرون في الهجرة إلى مدن أخرى للاستقرار فيها، خاصة أصحاب الراسمال الذين أصبحوا مستاءون من الاحتجاجات التي يبدو انها بلا فرامل ولا نهاية لها" يقول البيان. وأضاف المصدر نفسه، أن هذا الوضع، يهدد بفقدان الثقة وعدم الارتياح الى المستقبل وبالتالي الاحجام عن مزيد من الاستثمار، خاصة وأن التجار بالمدينة "يقبلون مكرهون على إغلاق محلاتهم التجارية كل ما تناهى إلى مسامعهم أن مظاهرة ستمر بالقرب منهم خشية الانفلاتات وعدم التحكم في شباب مشحون بشعارات قاسية على المنطقة والوطن" يؤكد البيان. ودقت الجمعية، ما أسمته "ناقوس الخطر"، على هذا الوضع الذي أضحى "يهدد المنطقة بكساد عظيم وأزمة اقتصادية لن نجني منها سوى الخراب" على حد تعبيرها، ونبه البيان "كل الضمائر الحية التدخل عاجلا لإقناع متزعمي الاحتجاجات للكف عن العناد والإصرار على ادخال المنطقة في دوامة لا تحسد عليها"، كما دعت الجمعية المسؤولين إلى "المبادرة إلى تسريع وتيرة التنمية بالمنطقة لتحريك عجلة الاقتصاد وإنعاش الدورة الانتاجية وإنقاذها من الاختناق قبل فوات الأوان" على حد قولها. ورأى العديد من النشطاء، في هذا البيان، نوع من الاستهداف للحراك بغية إفشاله، مؤكدين بأن الركود الاقتصادي الذي تعرفه المدينة "ليس وليد اليوم ولم يولد مع الحراك، وإنما المدينة تعاني من التهميش والركود من سنوات محملين الدولة مسؤولية ذلك". ويأتي هذا البيان في الوقت الذي يستعد نشطاء الحراك بتخليد ذكرى انتفاضة 1984 التي تصادف 19 من شهر يناير الجاري، حيث علم الموقع، بأن النشطاء سيدعون إلى الاحتجاج في العديد من المدن بالمنقطة، وقبل ذلك تخليد السنة الأمازيغية بساحة محمد السادس كبرى ساحات مدينة الحسيمة، خلال الأسبوع المقبل.