قدم أمين عام حزب الاستقلال، حميد شباط، خلال المجلس الوطني الاستثنائي لحزبه، تنازلات أشبه بالهدايا، لتسهيل تشكيل حكومة عبد الإله بنكيران، دون التخلي عن مشاركة حزب الميزان فيها، وهو الأمر الذي لم يحسمه حزب العدالة والتنمية بعد، في انتظار انتهاء اجتماع أمانته العام اليوم السبت بالرباط. أولى تنازلات شباط، إعلانه صراحة، عدم رغبته في الامساك بحقيبة وزارية ضمن تشكيلة بنكيران المرتقبة. بهذا الموقف، يدفع أمين عام حزب "الميزان"، بأي مبرر، قد يربط بين شخصه، وتواجد الحزب في الحكومة، خاصة بعد ما أثارته تصريحاته الأخيرة تجاه موريتانيا.
كما عبر شباط، عن استعداده لعدم الدخول مع بنكيران، في مفاوضات تجاه الوزارات التي يمكن أن يمسك بها الاستقلال، إذا ما تقررت مشاركته في الحكومة، وهو الأمر الذي سيعفي رئيس الحكومة المعين، من ضغوط كثيرة، تخص رغبة الأحزاب التي تدفع بالتخلي عن الاستقلال، في الامساك بحقائب وازنة، ومؤثرة في القرار الحكومي، خاصة المالية، والتجهيز والنقل، والخارجية.
ثالث تنازلات شباط، قرراه بالابتعاد بشكل نهائي عن التفاوض المباشر مع بنكيران، بصفته أميناً عاماً لحزب الاستقلال، بل ذهب حد تفويض عدد من صلاحياته لشخصيات قيادية داخل الحزب. ويرغب شباط بهذا القرار، فصل حزبه، عن الهجمة التي يتعرض لها أخيراً، بتوظيف تصريحاته تجاه موريتانيا، كذا الرد على من طالب بإسقاط رأسه من قيادة الحزب.
وعن رحيله من منصب الأمين العام، شدد شباط اليوم، على أنه مستمر، ووصل حسب قوله، بالديمقراطية، والأخيرة هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها تعويضه باسم آخر.
هدية أخرى، صرح بها شباط، وهي إعلانه مساندة حكومة بنكيران، وإن لم يشارك حزب الاستقلال فيها، ما يجعل موقع المعارضة داخل البرلمان المغربي ضعيفاً، في ظل رغبة عدد من الأحزاب الالحاق بالحكومة، ما يعني بقاء حزب الأصالة والمعاصرة وحيداً، أمام خيار المعارضة وممارستها تحت قبة الغرفة الأولى.