هل كان المغرب هو الوجهة الرابعة للإرهابي التونسي، أنيس العمري، المنفذ الرئيس المشتبه فيه لاعتداء برلين يوم الاثنين الماضي، لو تمكن من مراوغة الأمن الإيطالي، بعد هروبه من ألمانيا إلى فرنسا ومنها إلى إيطاليا قبل أن يتم قتله بمدينة "ميلان" الإيطالية يوم الجمعة الماضي؟ يبقى هذا التساؤل مطروحا، إلى حين انتهاء التحقيقات بعد أن كشف موقع " Deutsche Welle "، يوم أول أمس السبت، أن الجهادي أنيس كان ينوي الخروج من أووربا، إذ يشتبه في كونه كان يرغب في السفر إلى المغرب. وتبحث المخابرات الألمانية والفرنسية والإيطالية والإسبانية، وحتى المغربية، عن الكيفية التي سافر بها أنيس من برلين إلى مدينة ليون الفرنسية، وهل تلقى مساعدات مادية أو لوجستيكية من جهات معينة. ويعتقد، حسب تقارير أوروبية، أن أنيس سافر إلى إيطاليا بحكم العلاقة التي تربطه ببعض الأشخاص هناك الذين تعرف عليهم خلال الفترة التي قضاها في السجون الإيطالية، وذلك من أجل طلب المساعد للحصول على وثائق مزورة ينجزها مركز مشبوه في مدينة "ميلان". فهل كان يرغب أنيس في الحصول على تلك الوثائق للسفر إلى المغرب، خاصة أن تقارير غربية رجحت إمكانية أن تكون له ارتباطات بدواعش مغاربة في سوريا، وبين اللاجئين المغاربة في ألمانيا. مصادر أوربية أخرى، أشارت إلى أنه بعد المعلومات الاستخباراتية الثمينة والحساسة التي قدمها المغرب لفرنسا عقب هجوم 13 نونبر ال2015، والتي أدت إلى اكتشاف مكان اختباء العقل المدبر لتلك الهجمات، عبد الحميد أباعوظ، وقتله في حاي "ساندوني"، وبعد المعلومات التي قدمتها لبلجيكا، عاد المغرب ليقدم معلومات ثمينة لألمانيا تفيد بأن "أنيس شخص خطير على أمنها"، إلا أن ألمانيا لم تحمل التحذيرات المغربية محمل الجد. المصادر ذاتها، تفيد بأن المخابرات المغربية حذرت في شتنبر الماضي نظيرتها الألمانية من "خطورة" أنيس وإمكانية تنفيذه لعمل إرهابي. ورغم ذلك، يبدو أن الأمن الألماني لم يتحرك لاعتقال أنيس في ظل غياب أدلة تدينه. المخابرات المغربية عادت لتحذر مجددا نظيراتها ألمانية في أكتوبر الماضي، من خطورة أنيس وارتباطه بداعشي مغربي وآخر ينحدر من أصول روسية.