في خطوة دبلوماسية غير مسبوقة، تأتي في ظرف يتسم بارتفاع حدة التوتر مع الجارة الجزائر، استقبل الملك محمد السادس، الجمعة الماضية، «بلال أغ الشريف»، الأمين العام ل«الحركة الوطنية لتحرير أزواد»، التي تدافع عن مصالح طوارق شمال مالي. ويأتي هذا الاستقبال في وقت يشتد فيه التسابق بين المغرب والجزائر على الإمساك بالملف المالي شديد التعقيد والحساسية، بعد أن تبين فشل وساطة بوركينافاسو بين «باماكو» وطوارق الشمال، وبعد أن كان زعماء «الحركة الوطنية لتحرير أزواد» ينظرون بكثير من الريبة إلى التحركات الجزائرية الأخيرة، والمتمثلة في استقبال عدد كبير من الفصائل السياسية والمسلحة المعنية بالصراع في شمال مالي، ما دفعهم إلى البحث عن لعب ورقة المغرب، خاصة بعد الزيارة الملكية الأخيرة للعاصمة المالية باماكو، واكتساب المملكة قدرا كبيرا من الثقة لدى الرئيس المالي، إبراهيم بوبكر كيطا، تجسّدت في تولي المغرب تكوين 500 من أئمة مالي. من جهته، كتب علي الأنصاري، المدير التنفيذي لمركز تومبكتو للدراسات، مقالا في أحد المواقع الإلكترونية للأزواد، قال فيه إن الاستقبال الملكي لأكثر الحركات شعبية بين سكان الشمال المالي، «يعتبر تجسيدا حقيقيا لعودة مغربية إلى منطقة تعتبر امتدادا تاريخيا وثقافيا له، ويحظى فيها ملوك المغرب عبر التاريخ باحترام وتقدير كبير، كما أن الاستقبال الملكي لحركة أزواد يفتح المجال واسعا أمام الدبلوماسية والفعاليات المغربية للعب دور أكبر في هذه المنطقة».