عادت أعمال العنصرية والتمييز والكراهية، ضد المهاجرين المغاربة غير النظاميين في ألمانيا، الذين يصل عددهم إلى 12 ألف مهاجر، إلى الواجهة من جديد على إثر الحملة الشرسة التي تقودها بعض المنابر الإعلامية الموالية لليمين المتطرف ضدهم، باعتبارهم ينتمون إلى نفس الرقعة الجغرافية (شمال إفريقيا) التي ينحدره منها أنيس العامري (24 عاما) التونسي المشتبه، في تنفيذ هجوم سوق عيد الميلاد في برلين يوم الاثنين الماضي، متسببا في مقتل 12 شخصا. معطى آخر قد يعجل بإقدام السلطات الألمانية، بترحيل عدد كبير من المغاربة، يتمثل في رفض الحكومة الألمانية، في يونيو الماضي، طلب اللجوء الذي تقدم به المشتبه فيه أنيس العامري، بعد شهور من دراسة ملفه. غير أنه بعد قرار الرفض لم يتم ترحيله، لأن السلطان التونسية نفت أن يكون تونسيا، قبل أن تتأكد فيما بعد أنه تونسي. لهذا فإن إمكانية التعجيل بترحيل المهاجرين المغاربة، خاصة، والمغاربيين، عامة، الذين يتم رفض طلباتهم في اللجوء أصبحت مطروحة اليوم أكثر من أي وقت مضى. وفي هذا الصدد، توضح معطيات وأرقام قدمتها وكالة الأنباء الفرنسية، ان المهاجرين المتحدرين من شمال إفريقيا بألمانيا، ليست لديهم أي إمكانية للحصول على "صفة لاجئ"، من قبل حكومة المستشارة، آنجيلا ميركل، باعتبار أنهم ينحدرون من بلدان آمنة. هذا، مع العلم، أن ألمانيا دخلت مع السلطات المغربية بعد الاتصالين الهاتفين بين الملك محمد السادس والمستشارة ميركل لتسريع إجراءات ترحيل المهاجرين المغاربة غير النظاميين بألمانيا. المصدر ذاته كشف، ان المغاربة يمثلون 3.5 في المائة من مجموع المهاجرين غير النظاميين واللاجئين الذين تم قبول طلباتهم باللجوء في ألمانيا ما بين يناير ونونبر 2016، في المقابل يمثل الجزائريون 2.7 في المائة، والتونسيين 0.8 في المائة. هذا في الوقت الذي قدم في نفس الفترة المذكورة 3829 مغربي طلب اللجوء في ألمانيا (علما أن عدد المغاربة غير النظاميين بألمانيا يصل إلى 12 ألف مهاجر)، مقابل 3829 جزائري، و902 تونسي. كما ان عدد المغاربة الذين تم ترحيلهم في الأسدس الأول من هذه السنة وصل على 43 مرحلا مقابل 56 جزائريا و67 تونسيا. .