في خطوة تؤكد حجم معاناة نساء ورجال التعليم في القرى النائية، اضطر معلمان يعملان في فرعية نائية بقرية "تمداحت" بجماعة "كروشن" في نواحي خنيفرة، إلى المخاطرة بحياتهما للوصول إلى الفرعية الابتدائية، المتواجدة بدوار "تيسفولة" على مسافة 40 كلم من مدينة خنيفرة. تفاصيل مخاطرة الإطارين التربويين بنفسيهما، للوصول إلى مقر عملهما، يحكيها أحدهما، في تصريح ل"اليوم24″، مؤكدا أن الفرعية التي يشتغلان فيها توجد على جنبات واد "صرو"، وبالتحديد بدوار "تيسفولة"، حيث يضطر رفقة زملائه إلى قطع الوادي خلال رحلة الذهاب والإياب من وإلى مقر العمل. ويضيف المتحدث، أن منسوب مياه وادي "صرو"، ارتفع منذ يوم الجمعة الماضي، ورغم ذلك خاطر رفقة زميل له، وعبر التيار الجارف للوصول إلى مقر العمل، قبل أن يعود مساء ليلقي بنفسه في الوادي خلال رحلة العودة إلى مدينة خنيفرة. ونبه أستاذ السلك الابتدائي، إلى أن منسوب مياه الوادي، ارتفع كثيرا مطلع الأسبوع الجاري، جراء التساقطات المطرية والثلجية الكثيفة، التي شهدتها منطقة الأطلس المتوسط، وهو ما جعل الدراسة تتوقف بالفرعيات النائية، خصوصا القابعة في سفوح الجبال وعلى ضفاف المجاري المائية. وفي سياق متصل، تداول "فايسبوكيون"، صورة المعلم وهو يقاوم التيار في وادي "صرو"، للوصول إلى الضفة الأخرى، ووجهوا رسائل اللوم والعتاب للجهات المسؤولة، التي قالوا إنها "أهملت رجل التعليم"، الذي ما فتئ يضحي بحياته في سبيل تربية الأجيال.