زار الملك محمد السادس، زوال اليوم الأربعاء، لدى وصوله الى مدينة أنتسيرابي بمدغشقر، الغرفة التي كان بها جده محمد الخامس، إبان نفيه إليها من طرف سلطات الحماية الفرنسية في يناير 1954، حيث حددت إقامة العائلة الملكية في احدى أقدم المؤسسات الفندقية بمدغشقر، والتي كانت تحمل اسم "لو بوتي فيشي" حيث بنيت في بداية القرن، قبل أن يطلق عليها اسم "لي تيرم" بعد ذلك. وكان الجالس على العرش رفقة الأمير مولاي اسماعيل، ووقف على تفاصيل الغرفة التي كان يعيش بها جده الراحل، والتقط في نهاية الزيارة، صورا مع صديقي جده، اللذان أعادا احياء بعض الذكريات، خلال لقاءهما بالملك. واستقبلت مدينة أنتسيرابي، التي توجد على ارتفاع 1500 متر فوق سطح البحر، والتي تتحول خلال فترة الصيف الاستوائي إلى إحدى الأماكن الأكثر برودة، محمد الخامس والأسرة الملكية، حيث برهن أبناؤها عن أخلاق عالية وروح طيبة، ساهمت في تخفيف معاناة الملك الراحل مع المنفى والبعد عن أرض الوطن. وللتاريخ، وصل محمد الخامس والأسرة الملكية في ليلة 28/29 يناير 1954 إلى أنتاناناريفو بعد رحلة شاقة توقف خلالها في تشاد والكونغو، قبل الحلول بأنتسيرابي على بعد 169 كلم جنوب العاصمة. وعاشت الأسرة الملكية وحيدة ودون مرافقين مغاربة في هذا الفندق الذي كان العاملون فيه أساسا من الملغاشيين العاملين تحت إشراف مسؤولين فرنسيين. وتعبق ردهات فندق "لي تيرم"، بنفحات التاريخ المجيد، حيث تشهد كل زاوية فيه على ذكريات خاصة إبان مقام العائلة الملكية الشريفة به. وعلى الرغم من عامل البعد الجغرافي بين الرباط وأنتاناناريفو، حيث تبعد المسافة بينهما نحو 8000 كلم، فقد ظلت مدغشقر حاضرة في الذاكرة الجماعية للمغاربة، فيما كتبت حروفها بمداد الذهب في تاريخ المملكة الحديث، وذلك لارتباطها الوثيق بحقبة بطولية تجلت فيها أبهى معاني الوطنية والتضحية والوفاء، وشكلت الأساس الصلب لمستقبل المغرب المشرق.