بالرغم من معارضة الحكومة «الملتحية»، تمكنت «المغربية للألعاب والرياضات» من مضاعفة رقم معاملاتها خلال أربع سنوات، فيما أصبحت هذه المؤسسة العمومية تستهدف الأسواق الإفريقية. يتمتع قطاع الرهانات الرياضية بصحة جيدة وممتازة داخل المملكة الشريفة. وليس يونس المشرفي المدير العام ل«المغربية للألعاب والرياضات» منذ 2009 هو الذي سيقول عكس هذا. «ارتفع رقم معاملاتنا من 788 مليون درهم(أي 78.8 مليار سنتيم) إلى 46،1 مليار درهم (146 مليار سنتيم) ما بين2009 و2013. وارتفعت الأرباح من 142 مليون درهم (14.2 مليار سنتيم) إلى 234 مليون درهم (23.4 مليار سنتيم)»، يقول هذا المهندس الذي يهوى الرياضة والمختص في أنظمة المعلومات، بنبرة مفعمة بالكثير من البهجة. ويتوافق هذا الأداء مع نمو بنسبة 24 بالمائة في المتوسط، في الوقت الذي لم يرتفع سوق «المغربية للألعاب» إلا بنسبة 8 بالمائة سنويا. وحسب المدير العام، لم يتحقق هذا النجاح بسهولة. «في شهر مارس 2012، تعرضنا لضربة قاسية من طرف الحكومة التي يسيرها حزب العدالة والتنمية الإسلامي، بعد أن تم فرض دفتر تحملات جديد على وسائل الإعلام العمومية يمنع الإشهارات الخاصة بالألعاب، ومن ضمنها الرهانات الرياضية. ولم نتمكن من إقناعها بالتخلي عن هذا المشروع إلا بعد صراع شرس». وكان الجدل الذي لقي دعم عدد من رجال الدين، يستند على أنه لا يمكن مقارنة منتوجات «المغربية للألعاب» والرهان الرياضي بالقمار. وقد كان يونس المشرفي في الواجهة للدفاع عن «رزق» الدولة.
وصاية «بما أننا مؤسسة عمومية تعمل تحت حضن الدولة (للتذكير 90 بالمائة من رأسمال «المغربية للألعاب» في ملكية الخزينة العامة، و10 بالمائة الباقية في ملكية صندوق الإيداع والتدبير)، فإننا ندفع كل أرباحنا إلى الوزارة الوصية، وهي وزارة الشباب والرياضة. وهي أرباح ستمثل في سنة 2014 أكثر من ثلث ميزانية تسيير وزارة محمد أوزين الذي يتولى رئاسة مجلس إدارة «المغربية للألعاب»، يقول المشرفي الذي يعدد التجهيزات والبرامج التربوية التي لم يكن بالإمكان أن ترى النور بدون دعم هذه المؤسسة العمومية. «نساهم في إنجاز ألف مركز اجتماعي ورياضي للقرب خاص بالشباب، ونقوم بتمويل التجهيزات الأساسية، وتكوين 6500 مدرب بجامعة ألعاب القوى». ويبدو أن دفاع المدير العام ل«المغربية للألعاب» عن مؤسسته وجد أخيرا آذانا صاغية بالخصوص. فمنذ التعديل الحكومي ليوم23 أكتوبر 2013 الذي قلص من نفوذ حزب العدالة والتنمية الإسلامي، أصبحت الحكومة تشعر بالسعادة من رؤية مواردها ترتفع في زمن الندرة المالية. ونسيت معركتها الإيديولوجية ضد الألعاب ورخصت من جديد بث الإشهارات على وسائل الإعلام العمومية، ورعاية البرامج والتظاهرات للمؤسسات العمومية الثلاث الناشطة في قطاع الرهانات، أي: «المغربية للألعاب الرياضية» التي تحتكر الرهانات الرياضية، باستثناء رهانات سباق الخيل؛ واليانصيب الوطني(فرع صندوق الإيداع والتدبير)، والرهان المشترك الحضري المغربي الذي يخضع لوصاية وزارة الفلاحة. كما يبدو أن المغاربة أنفسهم استمعوا إلى مرافعة المشرفي، وراحوا يتعاطون أكثر فأكثر للعبة «اللوطو» الرياضي، كما هو الحال داخل الأوساط الشعبية التي تحتضن أغلبية المراهنين رغم ميلها إلى المحافظة في عمومها. ومن أجل استقطابهم، راهن يونس المشرفي بنجاح على الرهانات التي لها جاذبية كبيرة، والتي على خلاف الرهانات المشتركة، يكون الربح معروفا مسبقا في حالة التكهنات الصحيحة حول نتيجة مباراة واحدة. «هذا النوع من الرهان يمثل اليوم 80 بالمائة من رقم معاملاتنا مقابل 20 بالمائة للرهانات المشتركة، غير أن هذه الحصة من المنتظر أن ترتفع». يؤكد المدير العام، كذلك تم إحداث منتوجات جديدة. «في الوقت الذي لم يكن الرهان ممكنا من قبل إلا حول نتائج المباريات، أصبح اليوم بإمكان المراهنين الرهان على نتائج الشوط الأول، وعلى أسماء الهدافين، وعلى التوقيت الذي تم فيه تسجيل الهدف»، يقول بتفصيل يونس المشرفي.
سلاح «الأنترنيت» تستند «المغربية للألعاب»، في مشروع تطويرها وتنميتها، على المجموعة اليونانية «أنترالو»، وهي إحدى المجموعات الثلاث العالمية الرائدة في تكنولوجيا ألعاب القمار والرياضة. فهذه الأخيرة تشرف على تدبير التجهيزات الأساسية في الاتصالات ومحطات أنظمة الألعاب الإلكترونية والطباعة، لفائدة «المغربية للألعاب»، ولفائدة 1200 نقطة بيع بالمغرب. وتقدم «أنترالو» المشورة أيضا للمؤسسة العمومية المغربية بشأن اختياراتها في مجال التسويق. ودائما بدعم هذا الشريك، تعتزم «المغربية للألعاب» على الخصوص تطوير الألعاب والرهان الرياضي على الشبكة العنكبوتية، والذي ما زال في بداياته بالمغرب. فهو لا يمثل حاليا سوى 1 بالمائة من المبيعات. ولكن المؤسسة العمومية المغربية أصبحت تطمع على الخصوص في ولوج الأسواق الإفريقية. «أبرمنا شراكتان للمساعدة والدعم في القارة مع مجموعة اليانصيب الوطني السينغالية (لوناسو)، ومع شركة اليانصيب الوطني الإيفوارية (لوناسي)»، يقول يونس المشرفي الذي يضيف أنه «في الحالتين، يتعلق الأمر بتقديم المساعدة والدعم حتى يمكنهما رفع مداخيلهما بفضل الرهانات ذات الجاذبية». حاليا، يتم تقديم هذه المساعدات بدون مقابل ومجانا، ولكن في المستقبل، تعتزم «المغربية للألعاب» بيع خدماتها في مجال المساعدة التقنية. ومن أجل توضيح رؤيتها، ستنظم «المغربية للألعاب» في شهر مارس المقبل بمدينة الدارالبيضاء، مؤتمر الجمعية الإفريقية لألعاب اليانصيب التابعة للدولة، وتأمل «المؤسسة العمومية المغربية أن ترفع من ديناميكيتها. ولكن سياسة العلاقات العامة هذه تفرض عليها مع ذلك مواجهة منافسة من حجم كبير، تتجلى في نظيرتها من إفريقيا الجنوبية «sanl» التي تتطلع أيضا إلى غزو الأسواق الإفريقية.