في الوقت الذي كان ينتظر عبد الاله ابن كيران، رئيس الحكومة المعين، قرارا واضحا من الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بالإعلان عن دخوله إلى حكومته دون شروط تعجيزية، توج الاتحاد الاشتراكي، أمس، مسار صمته بإعلان موقف ملتبس يزيد في تعطيل مسار المشاورات، ويضع عصا إضافية في عجلة رئيس الحكومة المعين ويمنعه من التقدم إلى الأمام. وكشف مصدر مقرب من دائرة المشاورات الحكومية، أن ابن كيران "منزعج من ابتزاز الاتحاديين له، ومنزعج أيضا من شروطهم التعجيزية". وأضاف أن قيادة العدالة والتنمية، هي الأخرى، غاضبة من الإشارات السلبية التي بعث بها ادريس لشكر أمس في اللجنة الادارية لحزب الوردة، والتي لا تزيد الوضع السياسي إلا أزمة جديدة. وأوضح المصدر الذي تحدث إلى "اليوم 24" أن لشكر بدل إعلان مشاركته في الحكومة بغاية الوضوح، أمعن في مدح "الحمامة" وتبرأ من الكتلة، وزاد من وضع الشروط التعجيزية أمام ابن كيران، مما يؤكد أن ما سبق أن صرح به لشكر من كونه سيُيسّر عمل ابن كيران لتشكيل الحكومة كان كلاما فارغا. وأفاد المصدر أنه بدا واضحا من حدث أمس، أن لشكر "سار على نفس النهج الذي مضى فيه كل من الحركة الشعبية والاتحاد الدستوري"، أي أنه ربط وجوده بالحكومة بوجود التجمع الوطني للأحرار بها. وكشف موقف الاتحاديين أن لشكر تبرأ حتى من حليفه الكلاسيكي حزب الاستقلال. وأوضح المتحدث أن لشكر لما قال إن مصير حزب "الوردة" سيكون نفسه مصير حزب الميزان، وكان ذلك قبل إعلان الاستقلاليين تحالفهم مع ابن كيران، كان يراد من هذه الرسالة إخراج شباط من جبهة ابن كيران إلى الجبهة المناصرة للبلوكاج، والتي لا تريد لابن كيران أن يعلن عن ائتلافه الحكومي، وبالتالي إحداث انقلاب ناعم على إرادة الشعب المغربي الذي اختار حزب العدالة والتنمية ليقود تدبير المرحلة المقبلة. المصدر شدد على أنه لم يعد هناك أمام رئيس الحكومة المعين بعد قرار "البلوكاج" الصادر عن برلمان حزب الوردة، إلا سيناريوهين اثنين: الأول هو انتظار دخول الأحرار إلى الحكومة بمعية الاستقلال والتقدم والاشتراكية بالإضافة إلى العدالة والتنمية قائد التحالف، والثاني أن يعود ابن كيران إلى رئيس الدولة ويخبره أنه فشل في تشكيل الحكومة. وقال المتحدث ل "اليوم 24" أن قيادة العدالة والتنمية، وعلى رأسها ابن كيران، كانوا يريدون إنقاذ الاتحاد الاشتراكي من مأزق وضع نفسه فيه، فإذا به انخرط هو الاخر في لعبة الابتزاز لصالح التجمع الوطني للأحرار، واصطف في "خيار البلوكاج". وحول إمكانية تشكيل الحكومة المقبلة مع خمسة أحزاب تحتوي بالإضافة إلى العدالة والتنمية، كلا من التجمع والاستقلال والتقدم والاشتراكية والاتحاد الاشتراكي، قال المصدر "إن ذلك ممكنا"، مستدركا لكن "الموقف الذي أعلن عنه الاتحاد لن يشجع ابن كيران على أن يكون الاتحاديون إلى جانبه في الحكومة المقبلة".