قالت نزهة الصقلي، وزيرة سابقة، إن للا سلمى لعبت دورا مهما في تقديم صورة متحررة للمرأة المغربية كيف ترين الانخراط الجمعوي للأميرة للا سلمى في مجال محاربة السرطان؟ الأميرة للا سلمى ومن خلال مؤسسة للا سلمى للوقاية وعلاج السرطان، تقوم بعمل هائل وتمثل ريادة بهذا الخصوص، بحيث تحفز العمل العمومي في مجال محاربة داء السرطان، كما تحفز النسيج الجمعوي الذي يشتغل في هذا المجال، والعمل الذي قامت به الأميرة للا سلمى بهذا الخصوص متميز وناجح جدا باعتراف وطني ودولي، والدليل على ذلك الجوائز العديدة التي حازتها وآخرها جائزة «تريبيوت أوراد» في البرتغال. مؤسسة للا سلمى حققت الكثير في مجال محاربة السرطان، فمن يلجأ إلى المؤسسة من المصابين بالداء يلاحظ الجودة الكبيرة للخدمات التي تقدمها المراكز الأنكولوجيا التابعة لها، ولقد كنت شاهدة على بعض لحظات تأسيس حكامة تلك المراكز، وشاهدت كيف تقف الأميرة على جميع التفاصيل والإجراءات الملموسة لضمان راحة المريض. فمن تعليماتها مثلا أنه لا يجب أن يتنقل المريض من شباك إلى شباك، بل الإدارة هي التي يجب أن تنظم نفسها على أساس ضمان تمركز لجميع العمليات التي سيحتاج المريض للقيام بها، كل ذلك لتسهيل المأمورية على المريض من منطلق أن المريض يكفي أن يواجه مرضه وليس عليه أن يواجه متاعب تتعلق باستشفائه. أيضا نحن نرى الدور التحسيسي الهام الذي تقوم به المؤسسة من أجل التشجيع على القيام بالفحوصات المبكرة لضمان الوقاية أو العلاج السريع من الداء. هل يمكن القول إن الأميرة للا سلمى أسهمت في الثورة الهادئة التي شهدها عهد الملك محمد السادس في مجال النهوض بأوضاع النساء، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، والتي تعكسها القوانين التي حققت طفرة مهمة في مجال حقوق المرأة، وكذلك في الصورة التي تقدمها الأميرة والتي تحفز النساء للاقتداء بها؟ يمكن أن نقول ذلك، ولكنني أرى أيضا أن الدور الذي قام به الملك محمد السادس والذي كان يحمل هم القضية النسائية منذ وصوله إلى العرش كان ولا يزال كبيرا ومهما. الملك محمد السادس اختار الزواج من شابة مهندسة ذات مستوى ثقافي عال، شابة من أبناء الشعب، كما تم إعطاء للا سلمى لقب «أميرة»، واختار أن تكون لها صورة عمومية معروفة خلافا لما كان عليه الحال قبلا، وفتح الأبواب لتعبر عن طاقاتها والتزامها القوي تجاه مجموعة من الإشكاليات، وهذا أمر إيجابي جدا وهو ينبثق من إرادة الملك، كذلك الأكيد أن الأميرة للا سلمى لعبت دورا مهما في تقديم صورة متحررة للمرأة المغربية، وهي تشكل في هذا السياق نموذجا للفتيات المغربيات من خلال شخصيتها، بحيث تحث الفتيات والشباب عموما على التعلم والالتزام المواطن ولعب دور مواطن داخل المجتمع… يمكن القول إنها بالفعل تلعب دورا تحفيزيا وتعتبر مثالا يقتدى به للمرأة المغربية الملتزمة والمناضلة. سبق لك حضور عدد من الأنشطة إلى جانب الأميرة للا سلمى بصفتك وزيرة للتضامن والأسرة والمرأة والتنمية الاجتماعية، ما الذي تحتفظين من ذكريات تلك اللقاءات؟ ما لاحظته واحتفظت به، هو الذكاء الكبير للأميرة للا سلمى وفصاحتها وجرأتها فيما يخص تبليغ الأفكار والمواقف، وأتذكر جيدا على سبيل المثال حين ألقت كلمة في مؤتمر المرأة العربية، وكانت كلمتها تنطوي على جرأة كبيرة وفصاحة بليغة جذبت بها اهتمام وإعجاب جميع الحضور، وبدوري لا أخفي إعجابي الكبير بها.