تسببت التساقطات المطرية التي شهدتها مدينة مكناس، مطلع الأسبوع الجاري، في انهيار أجزاء من الأسوار العتيقة للعاصمة الإسماعيلية، دون أن تلحق أضرارا أو خسائر في الأرواح. الأسوار العتيقة التي تعرضت للانهيار، والمتواجدة بحي أكدال، استفادت من عملية التأهيل وإعادة الترميم، لكنها عجزت عن الصمود أمام أولى قطرات الغيث، مما يطرح التساؤل، يقول فاعل مهتم بالتراث، حول المعايير المعتمدة في إعادة التأهيل. وفي هذا الإطار، قال رشيد الطالبي، نائب رئيس المجلس الجماعي لمكناس، إن عملية ترميم الأسوار العتيقة تخضع لقواعد ومعايير علمية، تبدأ أساسا بدراسة تقوم بها المصالح المختصة، مضيفا في تصريح ل"اليوم24″، أن عملية ترميم أسوار المدينة لا تتم بشكل عشوائي، وإنما وفق ضوابط هندسية وتقنية دقيقة. من جهته، قال مسؤول في المفتشية الإقليمية التابعة لوزارة الثقافة، والمكلفة بحماية وصيانة المآثر التاريخية، إن الجهة التي كان من المفروض أن تتحمل مسؤولية ترميم جزء من سور حي أكدال، المجاور لملعب الكرة الحديدية، لم يتم استشارتها خلال عملية إعادة بناء السور قبل سنوات، وتكلفت شركة تابعة لمجموعة سكنية معروفة بإعادة بنائه، لكن دون أن تلتزم بالمعايير الهندسية والتقنية اللازمة، إن على مستوى التصميم أو على مستوى المواد المستعملة في عملية البناء. وأضاف المصدر نفسه، في تصريح ل"الموقع"، أنه "شخصيا لم أكن متفقا مع عملية البناء، لأنها لم تحترم المعايير، وكتقني على علم بطبيعة العملية، انتظرت انهيار السور في يوم من الأيام"، مؤكدا " إعادة ترميم الأسوار العتيقة يخضع لضوابط خاصة، وعلى رأسها مراعاة مواد البناء الأصلح لإعادة بناء الأجزاء التي تعرضت للانهيار".