كشفت نتائج استطلاع للرأي تأييد أغلب المغاربة للمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تجرى اليوم الثلاثاء. وبشكل عام فقد سجل الاستطلاع الذي أنجزه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات حول «اتجاهات الرأي العام العربي إزاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016»، تأييد غالبية المستجوبين المشاركين في الاستطلاع، والمنتمين إلى تسعة بلدان عربية، لهيلاري كلينتون، وذلك بنسبة 66%، مقابل 11% فقط عبروا عن تأييدهم لترامب. وتكشف نتائج الاستطلاع تسجيل أكبر نسبة تأييد لكلينتون في المغرب، والتي وصلت إلى 78% من المستجوبين الذين قالوا إنهم يفضلون أن تصبح المرشحة الديمقراطية رئيسة للولايات المتحدةالأمريكية، مقابل 4% فقط من المستجوبين المغاربة الذين يفضلون فوز ترامب ووصوله إلى الرئاسة، في حين لم يعبر 5% من المستجوبين عن تفضيلهم أي أحد من المرشحين على حساب الآخر لأنهم يرون أنه لا فرق بينهما. وأخذا بعين الاعتبار كل ما عرفوه عن كلا المرشحين، فقد عبر أغلب المستجوبين المغاربة عن رأي إيجابي إلى حد ما (28%) وإيجابي (45%) بخصوص هيلاري كلينتون، في مقابل رأي سلبي جدا (42%) وسلبي إلى حد ما (20%) إزاء المرشح الجمهوري. هذا، واستبشر المغاربة بتحسن للسياسات الأمريكية تجاه المنطقة العربية، وذلك بأن عبر 70% من المغاربة عن تصور إيجابي لأثر المرشحة الأمريكية على تلك السياسات في حال فوزها في الانتخابات ووصولها إلى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية، فيما لم تتجاوز نسبة من يرون أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب سيكون له أثر إيجابي في سياسات الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه المنطقة العربية 13%. في السياق نفسه، فقد عبر معظم المستجوبين المغاربة عن رأي سلبي إزاء السياسة الأمريكية المعتمدة تجاه العالم العربي، حيث يرى 30% منهم أنها سلبية جدا و27% يرون أنها سلبية إلى حد ما، في مقابل 7% فقط يرون أنها إيجابية و26% يرون أنها إيجابية إلى حد ما. ورغم عدم تأييدهم للسياسة الأمريكية وتعبيرهم عن آراء سلبية تجاهها، فإن ما كشفه الاستطلاع هو تفريق معظم المستجوبين، سواء من المغرب أو باقي البلدان التي شملها الاستطلاع في شمال إفريقيا والشرق الأوسط، بين السياسة الأمريكية والشعب الأمريكي، وبالتالي، فقد عبر 73% من المغاربة عن رأي إيجابي تجاه الشعب الأمريكي، مقابل 16% ممن يتبنون رأيا سلبيا أو سلبيا إلى حد ما تجاهه. وإن كان المغرب قد سجل نسبا أعلى بقليل عن باقي البلدان العربية في ما يتعلق بتأييد المرشحة الديمقراطية، فإنه لا يشكل استثناء في ما يهم دعم كلينتون في المنطقة العربية بشكل عام، وتحديدا البلدان التي شملها الاستطلاع، وهي الجزائر ومصر والعراق والكويت والمغرب والأردن وفلسطين والسعودية وتونس، بمعدل 400 مستجوب من كل بلد. ويبدو أن تصريحات ترامب المعادية للعرب والمسلمين قد أثرت بشكل كبير في توجهات الآراء في المنطقة العربية ككل، حيث إ أغلب المستجوبين في البلدان العربية التي شملها الاستطلاع (56%) عبروا عن آراء إيجابية أو إيجابية إلى حد ما بخصوص كلينتون، مقابل تعبير 60% من الرأي العام في المنطقة عن آراء سلبية تجاه ترامب. وبهذا الخصوص، فقد ذهب 40% من الرأي العام في المنطقة باتجاه تأكيد أن المرشح الجمهوري سيسهم إلى درجة كبيرة في زيادة العنصرية تجاه العرب والمسلمين في العالم، مقابل 17% من المستجوبين الذين قالوا إن كلينتون ستسهم في زيادة تلك المشاعر. كذلك فقد عبرت نسبة 56% من الرأي العام العربي عن اعتقادها بأن فوز كلينتون سيسهم في التحول الديمقراطي في المنطقة العربية، مقابل 60% ممن يرون أن ترامب لن يسهم في دعم ذلك التحول. وعن زيادة المشاعر السلبية تجاه أمريكا، سجل كلا المرشحين نسبا متقاربة، حيث قال 44% من المستجوبين إن كلينتون ستسهم في زيادة تلك المشاعر، مقابل 58% من المستجوبين الذين يرون أن ترامب سيتسبب في زيادة تلك المشاعر. وانقسمت الآراء بخصوص مدى إسهام كلينتون في تعزيز أمن واستقرار المنطقة العربية، حيث تراوحت نسبة 50% من آراء المستجوبين بين القول بأنها ستسهم إلى حد كبير أو ستسهم إلى حد ما، فيما قال 42% من المستجوبين إنها لن تسهم أو لن تسهم في ذلك إلى حد ما. أما بالنسبة إلى ترامب، فقد جاءت 61% من الآراء مؤكدة أنه لن يسهم (48%) أو لن يسهم إلى حد ما (13%). وعن أكثر القضايا التي يجب على الرئيس الأمريكي المقبل التركيز عليها وأن يضعها كأولوية في برنامج عمله، سجلت أكبر نسبة لدى من قالوا إن على أمريكا ألا تتدخل في شؤون البلدان العربية بنسبة 26%، تليها محاربة تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» بنسبة 23%، ثم إيجاد حل للقضية الفلسطينية التي حلت ثالثة في سلم الأولويات بنسبة 18%. هذا، وقد كشفت آراء المستجوبين تصورهم بشأن أكثر الجهات التي تؤثر في صناعة السياسة الخارجية الأمريكية، فجاء الكونغرس الأمريكي أولا باعتباره المؤثر الأول، ثم الرئيس الأمريكي ثانيا، فاللوبي المؤيد لإسرائيل ثالثا.