انقلبت حياة عائلة عبد القادر، المصاب بإعاقة جسدية، والقاطن في بلدية اولاد برحيل إقليمتارودانت، رأسا على عقب، وذلك منذ أن علمت بمرض ابنتها، سكينة، البالغة من العمر 13 سنة، بداء السرطان. وتحدث أب الطفلة، التي تتابع، حاليا، حصص العلاج في مستشفى محمد السادس في مدينة مراكش، ل"اليوم 24″، بحرقة كبيرة عن مصير ابنته، المجهول، أمام ضيق ذات اليد والفقر، إلى جانب إعاقته، التي لايستطيع معها المشي، إذ شاءت الأقدار أن يولد من دون رجلين، وبيدين مشلولتين. وأضاف عبد القادر أنه أمام إعاقته، التي يحاول أن يتحداها باستعمال عكازين، يستعين في توفير قوت يومه بما تجود به أريحية المحسنين من صدقات. وتابع الأب، الذي يوجد، حاليا، رفقة ابنته المريضة في مراكش، أن أولى بوادر مرضها بدأت تظهر، خلال ماي الماضي، حين أحست بشيء يشبه "كورة" تظهر بين الفينة، والأخرى في بطنها، اضطرتها إلى الانقطاع عن المدرسة. وقال الأب إن ابنته زارت المركز الاستشفائي باولاد برحيل، وأثبت الكشف بالصدى بأن لديها ورما كبيرا على مستوى بطنها، وهو ما يتطلب عملية جراحية مستعجلة، وتزامن ذلك مع شهر غشت، إذ كان أغلب الأطباء في عطلتهم السنوبة، ما اضطر العائلة إلى الاعتماد على تبرعات المحسنين لإجراء عملية جراحية في إحدى المصحات الخاصة في تارودانت. وتمت إزالة الورم من بطن الطفلة، وكان قد بلغ وزنه أزيد من كيلوغرامين، وبعد التحاليل المخبرية ثبت أنه ورما خبيثا استشرى في جسدها العليل. وعادت سكينة أدراجها إلى منزل أسرتها الصغيرة، حيث تابعت علاجها لأزيد من شهرين بالأدوية، إلى أن ظهر انتفاخ كبير على مستوى بطنها، شعرت معه بألم شديد، جعلها تفقد نعمة النوم. وتدخل مرة أخرى المحسنون وحملوها إلى مركز للا سلمى لمرضى السرطان في أكادير، إلا أنها بعد قضاء فترة فيه، أخبرت الإدارة عائلتها بأن المركز لايتوفر على تجهيزات لتقديم الاستشفاء للأطفال في مثل هذا السن، ووجهتها إلى مستشفى محمد السادس في مراكش مرفوقة برسالة تتضمن تفاصيل أولية عن مرضها. اليوم ترقد الفتاة بالجناح المخصص لمرضى السرطان، ووالدها بعكازيه يقضي يومه إلى جانبها، وفي المساء ينام في "خربة" منحها له محسن، ولاتتوفر فيها أدنى شورط العيش الكريم، وينتظر بفارغ الصبر ما ستحمله التحاليل المخبرية، التي وجهتها إدارة المستشفى الى أحد المختبرات خارج أرض الوطن. ويتوجه عبد القادر اليوم إلى كل المغاربة يطلب منهم مساعدته ماديا لتوفير نفقات الأدوية التي يقتنيها، ومايلزمه من مصاريف لعلاج ابنته، التي تظل تتحسر ودموعها منهمرة على خذيها، تنتظر أن يبادر المحسنون لانقاذها.